محمد نديم علي
اللوحة: الفنانة الأردنية حنان الأغا
سقفة للنبي: (تصفيقة يعني)، الأولى هي كلمات الحاوي في محاولة لجذب انتباه الناس واستجداء تشجيعهم لألعابه التافهة التي يدير بها عقول الأطفال والسذج والبسطاء في حارات مصر المحروسة، ثم يدور عليهم ليجمع القروش أو الملاليم في صورة محسنة للتسول المشروع.
كنت أدور وراء الحاوي في حواري الحي القاهري العتيق، ولكنني لم أكن ممن تبهرهم الألعاب ولا ممن يصفقون بالطبع.
لاحظت أيضا أن هناك من يستحث الناس كي يشاركوا في دفع سيارة معطلة: “زقة للنبي وحياة أبوك، واللي يحب النبي يزق”.
الملاحظ هنا في الحالتين هو استثارة المشاعر الدينية للبسطاء؛ لاستجداء الأشياء منهم، وما حب المصريين للنبي صلى الله عليه وسلم بالشيء الغريب، فبمجرد ذكره، ترى الناس يستبشرون ويصفقون بحرارة، أو يندفعون نحو المساعدة بحماس شديد.
طيبون نحن، ننخدع بسهولة لمن يستثير عواطفنا نحو ديننا.
وللعلم، لا تكثر السرقات من جيوب الناس من الأفاقين والنشالين والنصابين، إلا في زحمة الحاوي، أو في انحناءة الدفع وراء ظهور العربات المعطلة.
ونرى ذلك أيضا في الانتخابات، حيث تزدحم الشوارع بالحواة، يستحثون الناس كي يصوتوا له “بسقفة للنبي”، وبالعربات المعطلة،” واللي يحب النبي يزق”.
وسوف يصفق الكثيرون بحرارة، وسوف يدفع الكثيرون العربات المعطلة بحماس، وأعينهم تترقرق بدموع الحب لسيدنا النبي، ثم يكتشفون أنهم قد سرقوا من الخلف.
وسلم لي على الديمقراطية.