سحر الموجي
اللوحة: الفنانة المصرية ريهام سلامة
ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺴﺤﺏ ﺍﻟﻐﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻌﻜﺴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺠـﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﻘﻔﺹ ﺍﻟﺯﺠﺎﺠﻰ، ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﻁﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﻗﻔﺕ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ. ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻔﺹ ﻭﻗﻑ ﺤﺸﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﺠﻡ ﻴﺤﺩﻕ ﻓﻴﻬـﺎ ﺒﻌﻴﻭﻥ ﺘﻨﻀﺢ ﻓﻀﻭﻻ ﻏﺒيا، ﺘﺘﺴﺎﻗﻁ ﻤﻥ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺒﻠﻠﻭﺭﺍﺕ ﺤﺴﺭﺓ ﻭﺃﻟﻡ، ﺘﻨـﺯﻭﻱ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺨﺠﻼ ﻤﻥ ﻋﺎﻟﻡ ﺘﺭﺘﻔﻊ ﻗﺩﻤﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﻴﺨﺘﻔـﻲ ﺭﺃﺴﻪ ﺘﺤﺕ ﺭﻤﺎل ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ.
ﻴﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﻨﺯﻻﻕ ﺍﻟﺒﻠﻠﻭﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻨﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﺭﺩﻴﺘﻴﻥ ﻭﻫﻰ ﺘﺘﺄﻤل ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺌﻬﺔ، ﻜﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺼﻐﺎﺭﻫﺎ، ﺇﻨﺎﺜﻬـﺎ ﻭﺫﻜﻭﺭﻫﺎ ﺫﻭﻱ ﺫﻴﻭل ﺒﻨﻴﺔ ﻭﺠﺴﺩ ﻜﺜﻴﻑ ﺍﻟﺸـﻌﺭ، ﺃﻭﺠـﻪ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺘﺘﻭﺴﻁﻬﺎ ﻋﻴﻥ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﺃﻨﻑ ﻤﻔﻠﻁﺢ، ﻭﻓـﻡ ﻏﻠﻴﻅ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﻴﻤﺘﺩ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺃﺫﻨﻴﻥ ﻁﻭﻴﻠﺘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻰ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ، ﺤﺘﻰ ﺃﻭﺠﻪ ﻨﺴﺎﺌﻬﺎ ﺒﻬﺎ ﺸـﻭﺍﺭﺏ ﻜﺜـﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺭ، ﻏﺎﻤﻘﺔ ﺍﻟﻠﻭﻥ، ﻴﻤﻴﺯﻫﺎ ﻓﻘﻁ ﻨﻬﻭﺩ ﻤﺘﺩﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﺢ.
ﻴﻌﺘﺼﺭﻗﻠﺒﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻨﺎﻴﺎ ﺤﺯﻥ ﻤﺭ، ﻟﻴﺴﺕ ﻗﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﻴﺅﻭل ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺃﺴﻴﺭﺓ. ﺤﺯﻨﻬـﺎ ﻟﻴﺱ لهذا، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺘﺯﺍﻴـﺩﺕ ﻤـﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻘﻡ ﻓﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻨﻌﻤﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﺎﺒﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﻤﻴﺩﺍﻥ، ﻓﻰ ﺍﻷﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺤﻨﻁﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴـﺔ ﻤﻥ ﻨﺒﻀﺔ ﺤﻴﺎﺓ ﺭﻏﻡ ﺤﺭﻜﺘﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺭﺍﻟﺫﻱ ﺠﻔﺕ ﻤﻴﺎﻫﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﺨﺩﻭﺩ ﺒﻌﻤﻕ ﺠﺭﺤﻬﺎ.
ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻔﺹ ﺍﻟﺯﺠﺎﺠﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻴـﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﻋﺜﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﺤﺭﺍﺵ ﺍﻟﻐﺎﺒﺔ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴـﺔ، ﺃﻋﻠﻨﺕ ﻭﻜﺎﻻﺕ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﻭﺴـﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺌﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻻﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺫﻫل ﻟﻜﺎﺌﻥ ﻤﻨﻘﺭﺽ ﻤﺎﺯﺍل ﺤﻴﺎ ﻓﻰ ﺇﺤـﺩﻯ ﺍﻟﻐﺎﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠـﺔ ﻏﻴـﺭ ﺍﻟﻤﺄﻫﻭﻟﺔ ﺒﺄﻓﺭﻴﻘﻴﺎ، ﺃﻋﻠﻨﻭﺍ ﺒﻔﺨﺭ ﻭﺩﻫﺎﺀ ﺃﻨﻪ ﻟﻥ ﻴﺘﻡ ﻋﺭﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺤﻭﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤـﺔ ﻟﻠﺘﺄﻜـﺩ ﻤـﻥ ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﺍﻟﻔﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ، ﻭﻷﻱ ﺍﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻴﻨﺘﻤﻲ.
ﺘﺠﻤﻬﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﺤﺎﻭﻟﻴﻥ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺴﺭ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﺸﻜل ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺯﻭﻯ ﻓﻰ ﺭﻜـﻥ ﺍﻟﻘﻔﺹ ﺍﻟﺯﺠﺎﺠﻲ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ، ﻭﺍﺴـﺘﻤﺭ ﻴﺤﻤﻠﻕ ﻓـﻰ ﺍﻟﻌﻴـﻭﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﻌﺔ ﺩﻫﺸﺔ ﻭﻏﺒﺎﺀ، ﺒﻌﻴﻨﻴﻥ ﻭﺍﺴﻌﺘﻲ ﺍﻟﺤﺩﻗﺔ، ﺼـﺎﻓﻴﺘﻲ ﺍﻟﺯﺭﻗﺔ، ﻤﺘﻘﺩﺘﻴﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﻭﺤﺩﻴﺜﺎ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺘﻜﺒﻴل ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﺍﻟﻬﻤﺠـﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺎ ﺃﻥ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﻟﻤﺴﻪ ﺤﺘﻰ ﺍﻨﻘﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﻰ ﻋﺎﺼـﻔﺔ ﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ﻫﻭﺠﺎﺀ، ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺃﺨﻤﺩتها ﺴﻼﺴـﻠﻬﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺼﺩﺌﺔ ..”ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻘﻰ: ﺃﻻ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻨﺎ؟”
ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻀﺩﺓ ﺍﻟﻜﺸﻑ، ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺍﻟﻤﺒﻬﺭ ﺠﺜـﻭﺍ على ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ، ﻓﺘﺸﻭﺍ ﻋﻥ ﺸﻰﺀ ﻤﺄﻟﻭﻑ ﻴﻔـﻙ ﻟﻬـﻡ ﻁﻼﺴـﻡ ﺍﻟﻠﻐﺯ، ﻭﺠﺩﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺇﻨﺎﺜﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻼ ﺫﻴل أو ﺸﺎﺭﺏ ﺃﻭ ﺸﻌﺭ ﻜﺜﻴﻑ يغطي ﺍﻟﺠﺴـﺩ، ﺃﺜـﺎﺭﺕ ﻏﺭﺍﺒﺔ ﻤﻠﻤﺴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻋﻡ ﺍﻟﺒﺽ ﺍﻟﻤﺸﻊ دفئاﹰ ﺸـﻌﻭرﺍ ﻏﺭﻴبا ﻟﺩﻴﻬﻡ.
ﻗﺸﻌﺭﻴﺭﺓ ﻟـﻡ ﻴﺴـﺘﻁﻊ ﺭﺠـﺎﻟﻬﻡ ﺘﺭﺠﻤﺘﻬـﺎ ﺇﻟـﻰ ﺭﻤﻭﺯﻋﻠﻤﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻬﻤﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻓﻘﻁ ﺃﺤﺴﻭﻫﺎ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺩﺭ ﻴﻨﺘﺸﺭ ﻓﻰ ﺨﻼﻴﺎ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺍﻟﻤﺴـﺠﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻀﺩﺓ ﺍﻟﻜﺸﻑ، ﺘﺴﺭﺒﺕ ﻤﻥ ﺍﻟـﺫﺍﻜﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺴـﻁﺢ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﺒﺤﻼﻭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺩ: ﺭﺠﺎل ﺃﺤﺒﺘﻬﻡ، ﻤﻨﺤﺘﻬﻡ ﻨﻔﺴـﻬﺎ ﻭﺒﺭﻜﺔ ﺍﻵﻟﻬﺔ، ﻭﻤﻨﺤﻭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺨﺼﺏ ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺀ.
ﻓـﺎﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻐﻼل.. ﺤﺒﻠﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﺨﻀﺭﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻤﺭﺍﺀ ﺍﻟﺭﻁﺒﺔ، ﻭﻜﺴﺕ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﻁﻴﻑ عاليا ﻴﻨﺒﺽ ﺤﻴـﺎﺓ ﻭﺤﻨﻴﻨﺎ، وﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺍﻟﻭﺤﺸـﻰ ﻭﻨﺎﻤـﺕ ﺍﻟﻨﻅـﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﻓﺫﺓ ﺘﺤﺕ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭ، ﺤﺘﻰ ﺃﺤﺴﻭﺍ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻤـﻥ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ.
ﻗﻠﺒﻭﺍ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻴﻤﻴﻨﺎ ﻭﻴﺴﺎﺭﺍ، ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠـﻰ ﻭﺃﺴـﻔل، ﻋﺭﻀﻭﻩ ﻷﺸﻌﺎﺕ ﻭﺼﻭﺭ ﻭﺴﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺸﺎﺸﺎﺕ ﻭﻤﺤﺎﻟﻴـل؛ ﻟﻌﻠﻬﻡ ﻴﻔﻬﻤﻭﻥ ﺴﺭ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﻔﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺍﻟﻤـﺒﻬﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻨﺘﺎﺒﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﺭﺅﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺴﺩ. ﺭﺠﺤﻭﺍ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻜﺯ ﺇﺸﻌﺎﻉ ﻤﻐﻨﺎﻁﻴﺴﻰ، ﺫﻱ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺘﺘﺴﻊ ﻋﺩﺓ ﺃﻤﻴﺎل، ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠـﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻴﻪ، ﻟﻜﻨﻬﻡ ﺃﺠﻠﻭﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻨﻬـﺎﺌﻰ ﺤﺘـﻰ ﺘـﻡ ﺘـﺩﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺒﺩﻗﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺇﺩﺨﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﺭﺸـﻴﻑ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻰ ﻟﻠﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ، ﻭﺍﻨﺘﻅﺭﻭﺍ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ، ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻗﺭﺭﻭﺍ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﻓﻲ ﻗﻔﺹ ﺯﺠـﺎﺠﻲ ﻋﻤﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺠﻤﻬﺭﻭﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴـﺔ ﻤﺜﻴـﺭﻴﻥ ﺫﻋﺭ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﻭﺤﺴﺭﺘﻪ.
ﻨﻀﺤﺕ ﻋﻴﻭﻨﻬﻡ ﺩﻫﺸﺔ ﺒﺎﺭﺩﺓ ﻤﺜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻰ ﻅﻬﺭﺕ ﻋﻨﺩ ﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺒﺔ ﻓـﻲ ﺤﺩﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ، ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺍﻟﻌﻅﻤﻰ ﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟـﺜﻠﺞ ﻓـﻰ ﻤﺘﺤـﻑ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻭﻗﻔﻭﺍ ﻴﺸـﺎﻫﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜـﺎﺌﻥ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻲ، ﻴﺒﺘﺴﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺒﻭﺍﻁﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ، ﻭﻫﻡ ﻴﻤﻀﻐﻭﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻤﻁﺎﻁﻴﺔ ﻟﺯﺠﺔ، ﻭﻴﻘﺫﻓﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻓﻭﺍﻫﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﻴﻀﺔ.
ﻨﻅﺭﺕ ﺒﺈﻨﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺸـﺎﺌﻬﺔ، ﺍﻨﺘﻔﻀـﺕ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻜﺎﺸﻔﺔ ﻋﻥ ﺠﺴﺩ ﻤﺭﻤﺭﻱ ﻤﻤﺸﻭﻕ ﺃﻤﻠـﺱ، ﻭﺸـﻑ ﺍﻟﺜﻭﺏ ﺍﻟﻬﻔﻬﺎﻑ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﻋﻥ ﺨﺼﺭ ﻨﺤﻴل ﻴﻌﻠـﻭﻩ ﻨﻬـﺩﺍﻥ ﺒﺎﺭﺯﺍﻥ ﻓﻲ ﻜبرياء، ﺸﻌﺭ ﻏﺠﺭﻱ ﺒﻠﻭﻥ ﺴﻭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻴل، ﻭﻋﻴﻨﺎﻥ ﻨﺎﺭﻴﺘﺎﻥ ﻟﻡ ﺘﻔﺘآ ﺘﺘﺄﻤﻼﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﺴﻭﺨﺔ ﻋﺒـﺭ ﺍﻟﺤﺎﺠﺯ ﺍﻟﺯﺠﺎﺠﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﺒﺤﺴﺭﺓ ﻭﺃﻟﻡ ﻤﻤﺯﻭﺠﻴﻥ ﺒﺈﺼﺭﺍﺭ ﻭﺘﺤﺩ،ٍ ﺇﻥ ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺃﺼﻌﺏ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ، ﻤﺎﺫﺍ ﺘﺘﻭﻗﻊ ﻤﻨﻬﺎ إﻴﺯﻴﺱ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ؟ ﻫﻰ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﻨﻔﺦ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻴﺎﺓ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻭﻓﻜﺭﺕ ﻤﻠﻴﺎ.. ﻤﻥ ﺃﻴﻥ تبدأ.