د. حمدي سليمان
اللوحة: الفنان السعودي عبد الله الشيخ
حين تنْسَى الشمسُ نفسَها
وتُغمضُ عينيها فى الأعالى
يصيرُ للسماءِ ملمسَ أغنيةٍ زرقاءَ
أسمعُ الريحَ تنادينى
أخرجُ على الرملِ حافِيَ القدمين
أركضُ حتَّى أطيرَ
أتبعُ القمرَ والأولادَ
نلتفُ حولَ النخلاتِ
نلعبُ ونغنِّى
نرتفعُ فوقَ كلَ شئٍ
…
العنزاتُ الصغيراتُ
تتدفقُ النجومُ على يدينا
نُسمِّيها كما نُسمِّى العنزاتِ الصغيراتِ
نحكى لها عن آكلةِ النارِ
والغولةُ الشقراءُ
عن الملائكةِ الجميلةِ ذاتِ الأجنحةِ البيضاءِ
تلك التى ترفرفُ كالفراشاتِ
فوقَ البئرِ
عن أضرحةٍ تتنفسُ وحيدةً على أطرافِ الواحةِ
قالوا: إنها تباركُ الزوارَ
وتحمينا من الغزاةِ والأشرارِ!
معذرةً نجماتِى الصغيراتِ..
أنا لا أعرفُ الفرقَ بين الغزاةِ والأشرارِ
فقط عندما يحلُّ الظلامُ ندخلُ فى حضنِ الجداتِ
تلك التى تأتى بالحكاياتِ من خلفِ الجبالِ البعيدةِ
يا شمسُ، يا نخلُ، يا أولادُ
الحياةُ هنا تجعلُنى سعيدًا.