ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد
اللوحة: الفنان الهولندي فان جوخ
لديْها سَوْطٌ
وقُفَّازٌ
وخِمارٌ طويلٌ مِن الصُّوفِ
وقُلنْسوةٌ حمْراءُ
فوْقَ رأْسِها
لكنْ أسْفلَها
مَازالتْ وجْنتاها
أكْثرَ احْمرارًا
مِمَّا لَمْ تَكُنْ.
***
في الْمراعي الْمُجاورةِ
فتْيانٌ
يَرْعوْنَ أبْقارًا
أقْبَلوا نَحْوها
أيَاديهمْ يُخبّئونها
في جيوبِ سراويلهمْ
” سراويلٌ مِن الصُّوفِ القُطْنيِّ السَّميكِ “
قالوا لهَا:
” هلْ لنا أنْ نُشْعلَ نارًا؟ “
***
لمْ تَرُدّ
فانْدهشوا
قالوا لَها:
” بِمَا أنَّكِ لديْكِ بطاطَا…
ـ لا أحدٌ يَعْرفُ
مَاذا تُريدُ ـ.
نُعْطيكِ أعْوادَ ثقابٍ
أَعْواد ثقابٍ
وبَعْدها الْخشبُ
وهذا يُساوي ذاكَ..
ألا تُريدينَ؟ “
***
هي تريدُ ذلك تمامًا
ولأنَّ الطَّقْسَ باردٌ
أعْطتهمْ ما لديْها
مِنْ بطَاطا
وراحوا يجْمعونَ الْخَشَبَ.
***
الطقْسُ باردٌ
فهذا هو فصْلُ الْخريفِ
جَعلوها في الْمُنْتصفِ
والْتفُّوا حوْلها
وهمْ يَمدُّونَ أياديهمْ
جَميعًا
نَحْوَ النَّارِ.
شارل فرديناند رامي.. شاعرٌ وروائيٌّ سويسريٌّ كبيرٌ..
وُلدَ في مدينة لوزان السويسرية في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر من عام 1878. ورحل في الثالث والعشرين من شهر مايو من عام 1947.
