الصورة: عمل تشكيلي للفنانة ضمن مشروع أسمته نوافذ الأمل
لم يكن حواراً واسعاً ومتشعباً مع الصديقة الفنانة التشكيلية فاطمة حسن آل مطر، إلا أنه كان نافذة حوارية إن صحت التسمية.. أو إطلالة من «حانة الشعراء» على عالمها الفني، فسألناها عن بداياتها مع اللوحة، وعن أهم المحطات في حياتها الفنية، وما تخطط له وتصبو إليه، فكان هذا اللقاء وهذه اللوحات التي خصتنا بها صديقتنا الفنانة:
- من هي فاطمة آل مطر؟ ماذا تخبرينا عنها وكيف بدأت رحلتها مع الفن؟
فاطمة حسن آل مطر. من مدينة سيهات بالمملكة العربية السعودية. هاوية وعاشقة للفن التشكيلي منذ الصغر. حيث ترعرعت في أسرة فنية تهوى الفن وتدعم وتشجع أبناءها عليه، فكل أفراد الأسرة تقريبا يمكن اعتبارهم من هواة الفن.
بدأت الرسم في سن مبكرة، وكنت أرسم كل ما تقع عليه عيني في الطبيعة حولي، وأحببت رسم الشخصيات والبورتريهات، وقد برعت في ذلك حتى أن مدرساتي في كافة المراحل المدرسية كن يثنين على أعمالي ويشجعنني ويتوقعن لي مستقبلا مميزاً كفنانة تشكيلية. وكانت رسوماتي تزين بعض الجدران في المدرسة، وهو ما كان يسعدني جداً، ولعب دوراً كبيراً في تشجيعي واستمراري في الرسم.


- علاقتك مع الفن التشكيلي كيف تصفينها.. ما الأهمية التي يحتلها في حياة فاطمة؟
يعني الأكسجين.. يعني الحياة. سعادتي تكمن مع الألوان والفراشي، كان حلما من أحلامي أن أصبح فنانة تشكيلية، أحببت الرسم منذ طفولتي وأحببت دائماً أن أجرب كل جديد، فجربت كل الخامات والمواد: من الرسم بالألوان الزيتية، إلى المائية، وألوان الخشب، إلى الباستيل أو الإكريلك. كبرت وكبر الحلم معي وكبرت تجاربي وأصبحت أستخدم في الرسم خامات جديدة، كالرسم على قشور البيض. والرسم على ورق الديكوباج، الرسم الرقمي، ولي تجارب بسيطة بالنحت على الطين والخشب.
- ماذا عن نشاطاتك الثقافية والمعارض الفنية التي شاركت بها؟
في البداية لم تكن عندي الثقة الكاملة بأعمالي ورسوماتي فكنت أرفض المشاركة في المعارض التشكيلية. ثم بدأت أتعلم ذاتيا وأطور أساليبي وأدرب نفسي أكثر، واشتركت بعدة دورات وورش لصقل مهاراتي وتقويتها، وكان لتشجيع الأستاذة سهير الجوهري والأستاذة منى المروحن دور كبير في خروجي إلى الساحة الفنية.. ثم أصبحت لي مشاركات كثيرة داخل وخارج المملكة العربية السعودية. وأصبحت عضوًا في كثير من الجماعات الفنية.
لي معرضان شخصيان في العام ٢٠١٩م، وهو عام كان زاخرا بالنسبة لي حيث أقمت ببدايته معرضا بمنتدى الثلاثاء في مدينة القطيف. بعدها أقمت معرضي الشخصي الثاني الذي أسميته “عشق” وعرضت فيه أعمال تناولت مواضيعها الأمومة والطفولة والتراث والموسيقى.
- لكل فنان موضوع محدد يشكل بؤرة اهتمامه.. ويطغى على أعماله أكثر من غيره ما هي مواضيع الفنانة فاطمة؟
أحب أن أرسم المرأة بكل حالاتها: طفولتها، أمومتها، أزيائها، عشقها، ملامحها. فهي تزين كل لوحاتي، وأتمنى أن تنتقل أعمالي إلى معارض كبرى خارج المملكة.


- ماذا عن تجاربك الفنية الجديدة، وهل يمكن أن تذكري لنا فنانين شدتك أعمالهم.
أحب أن يكون الفنان متجددا ومتنوعا بأعماله، يتناول دائما مواضيع جديدة، ويجرب كل شيء في عالم الفن. ومن التجارب الجميلة التي جربتها الرسم على قشور البيض، وهي تجربة متعبة جدا، ولكنها ممتعة، فكنت أجمع القشور ثم أغسلها وأعقمها وأجففها ثم أقوم بلصقها على سطح مقعر الشكل من الفايبر أو المعدن. ثم أقوم بالرسم عليها. وبعد الانتهاء أقوم بطلائه بمادة الرزن.
أما الفنانين الذين تعجبني أعمالهم، فأنا متحيزة لفناني بلدي أمثال الفنان منير الحجي وعباس رقية وعلي الصفار وزمان جاسم وغيرهم من فنانين وفنانات أحب أعمالهم. فالمملكة بلد زاخرة بالموهوبين والمبدعين. وأتمنى أن تكون لنا متاحف كبيرة تضم أعمالنا، يزورها الناس من كل العالم.
- ماذا عن نوافذ الحب والأمل لدى فاطمة آل مطر؟
الفنان مثل الطائر يحلق بجناحيه من لوحة إلى لوحه ينثر ألوانه، مرة تكون مفرحة وأخرى تكون حزينة، فالأجواء التي يعيشها تؤثر كثيرا بألوانه وضرباته ولمساته.
في البداية كان حلمي أن أصبح فنانة تشكيلية. الآن أصبح حلمي أكبر، وهو أن أشارك بأعمالي في كل مكان في العالم وأن أزور كل البلدان.. أتوق لزيارة المتاحف والمعارض العالمية، لأتعلم كل ما هو جديد في عالم الفن والفنانين؛ فنحن نعيش دائما مع الحلم والأمل. حتى في هذا الوضع الذي نعيشه الآن مع هذا الفيروس المسمى بالكورونا لم نفقد الامل. فأثناء الحجر بسبب الوباء اشتغلت على عدة أعمال وخامات. وصنعت نوافذ أسميتها “نوافذ الحب والامل” وصنعت تمثالا صغيرا من عجينة السيراميك أسميته “كورونا قو”. ابعده الله عنا جميعا وحفظ الله الجميع بألف خير، وإن شاء الله تعود أمورنا ومعارضنا وحياتنا أفضل مما كانت عليه.