ٱلهة في الذاكرة الشعبية

ٱلهة في الذاكرة الشعبية

عبدالفتاح عبدالولي

اللوحة: الفنان الإنجليزي وليم بليك

1-  (ناهي)

من ٱلهة ثمود وكان إله النجدة لديهم..، ارتبط اسمه بمجمع الآلهة العربية القديمة في واحة (دومة الجندل)في العهد الأشوري، حيث رحلت صورته الى ٱشور.

ويعني الاسم: (الذكي)، وقد أسندت إلى الإله (ناهي) العظمة والمعرفة والأبوة، وكان الثموديون يتوجهون بالدعاء إليه كثيرا طلبا للسعادة والصداقة والحنان والسند، وتوضع تحت حمايته الجمال، والأبكر والقطن والقرية، والقبيلة والازدهار والغنى والشبع، والغذاء والمطر والراحة والحب والفضل والسلام والفرح والنقاء.

ونجد اسمه في اسماء العلم الثمودية: (ذو ناهي), و(هب ناهي) و(صير ناهي).

يقول المستشرق براندن: اقتصرت عبادة (ناهي)على ثمود لأسباب لا نعرفها، ولا يظهر(ناهي) في النصوص الثمودية إلا من بداية القرن الخامس قبل الميلاد وكان الثموديون قد أنجزوا غزو (أداماتو) في تلك الفترة، وقد ظهرت معه الٱلهة (رضو) و(عطار السماء) التي كانت تشكل جزأ من المجمع الإلهي العربي في (أداماتو)..

وكلمة “ناهي”، “لاتزال شائعة الاستخدام في قاموس التعامل اليومي بين اليمنيين في مختلف المناطق خصوصا في الريف وتحمل عادة معنى الموافقة، مثل “تمام، “طيب”، “وهو كذلك”، لكن أحيانا كثيرة يتحول المعنى ذاته إلى “الوعيد” بتغيير نبرة الصوت عند نطقها وبحسب الموضوع أو الحديث الذي تعبر عنه.

2 -(يعوق) 

(يعوق): من الآلهة الخمسة التي ذكرها القرٱن عند قوم نوح, وهو أحد أهم الآلهة التي عبدها العرب قبل الإسلام.كان على صورة فرس – حسب الواقدي- مصنوع من الصفر والرصاص. واسمه مشتق من الفعل “عاق” أي ثبط, مما يوحي بأنه كان إلها “معيقا”.

والأصل في عبادة يعوق كما يقول الرواة: إن عمرو بن لحي الخزاعي استخرج تمثاله من وسط جدة مع تماثيل أربعة ٱلهة أخرى، هم: ود، وسواع، ويغوث، ونسر، ووزع تلك التماثيل على القبائل العربية في موسم الحج، فجاء مالك بن مرثد الهمداني فأعطاه عمرو تمثال يعوق، فنصبه في موضع خيوان بالقرب من صنعاء فعبدته قبيلة مذحج ومن والاها من أهل اليمن، وفي رواية أخرى، يقول الطبري: إن عبادة يعوق كانت لحي في كهلان توارثتها الأجيال إلى أن استقرت عبادته في مذحج.

وكانت تلبية من نسك ليعوق: “لبيك اللهم لبيك لبيك, بغض إلينا الشر، وحبب الينا الخير، ولا تبطرنا فنأشر ولا تفدحنا بعثار.” ولم يذكر الإخباريون إن العرب تسمت بأسماء تتعبد فيها ليعوق مثل (عبد يعوق)، بل أوردوا بيت شعر ينسب إلى مالك بن نبط الهمداني الملقب بذي المعشار يذم عبادة يعوق ويدعو لعبادة الله:

يريش الله في الدنيا ويبري

ولا يبري يعوق ولا يريش.

ويعلل المؤرخون ذلك بأن همدان قد اختلطت بحمير-التي كانت يهودية- فتركوا الوثنية واعتنقوا اليهودية، وبذلك يستنتجون إن عبادته قد ماتت قبل الإسلام.

والملاحظ إن (يعوق)قد بقى عالقا في الذاكرة الشعبية فإلى اليوم لا تزال المرأة في صنعاء ونواحيها إذا ما أصاب مكروه أو حادث مفاجئ 

 أحد اقربائها أو ولدها أو إذا ما شعرت بألم أو كانت مريضة نراها تستنجد 

ب(يعوق) قائلة: “يا عوقي!” بمعنى: يا إلهي ..يا ربي.


أنظر تاريخ الآلهة قبل الإسلام.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s