أحمد فضل شبلول
اللوحة: الفنان الألماني كاسبار ديفيد فريدريش
سامحتُك من قبلُ كثيرا
سامحتُك قدَّام البحر
وكان الموجُ يسائلني عن عينيكِ
أشهدتُ عليكِ طيورَ النورس
ورمالَ الفجرِ الذهبية
وكراسيَّ العشاقِ بطولِ الشاطئ
سامحتُك تحت سماءٍ لا يعرفها غيرُ الله
ولا يبصرُها إلا قلبُ نبي
لا ينظرُ في زرقتِها غيرُ الشعراء
علمتُّكِ أن الخوفَ طريقٌ لا يسلكها
إلا الجبناء
وأن الفقرَ يزيّنُ جبَّهة عبَّاد الكلمة
أن المالَ يبدّد روحينا
ويضيّع أحلى صلواتِ العمر
أخبرتُكِ أني لستُ مسيحا
لست أبَا ذر
لكني ..
إنسانٌ يعشقُ في عينيكِ شروقَهما
وشرودَهما
يفرحُ لو راحتْ خصلاتُ الشعرِ تَغِيرُ على كتفي
أو شقَّتْ كفَّاي هواءً نحو أصابِعك المتجمّدة
علمتُّك أن الحبَّ بغيرِ أكفِّ الشوقِ
سيصبحُ روتينيا
يسقطُ في بئرِ العاداتِ اليومية
يسبحُ في بحرِ الـ “قيل وقال”
سامحتُك من قبل كثيرا
والموجُ يسائلني عن عينيك
وكراسيُّ العشاقِ تسائلني
لكني ..
مازلتُ أعيشُ شُرودًا
سكنَ العينين طويلا
ذات شتاء