عزت الطيري
اللوحة: الفنانة الكويتية هاجر عبد الرحمن
بل قلتُ أنا!
يوم سقطتُ وحيداً، فى نهرِ الشعرِ، سبحتُ، وذابَ الملحُ الساكنُ في جسدي المرهقِ والمرهفِ، وشويتُ الأسماكِ على نارِ جنونى… وأكلتُ الما لا يأكلُ، وشربتُ من الحلمِ الباقي
فغدوتُ الشاعرَ، مختلفا، عن سربِ رفاقى
مؤتلفاً فى بعضِ الإشياءِ
بعيداً
عن
كل شقاقِ
قدْ
يفزعُ
يُفْرغُ
ويعَبِّى
هذا ماقالَ المُتَنَبِّى
***
ذكريات الصبا الغض فى ظلمةً فى الحديقةِ
فى الممرِّ القديمِ الذى سيؤدِّى إلى ظلمةٍ فى الحديقةِ، ذاتَ ضُحىً، كُنتُ أُدْخلُ بنتاً خُلاسيَّةَ الوجهِ؛ طافحةً بالحنينِ، وبالكرَمِ القروىِّ، وأقطُفُ من خدِّها، وردتينِ، وأقرُصُها، فى منابتِ تُفَّاحِها الفَجِّ، والبنتُ لاهثةَ القلبِ، تسألُ، ماذا إذنْ، بعد هذا؟ أليسَ هنالك شىءٌ جديدُ الخُطى، فى ضحى قادمٌ، يا صغيرى؟
***
سُحبٌ داكنةٌ
ونجومٌ
غرقتْ فى بئرِ الظلماتِ
هلالٌ فضِّىُ الدمعِ
يواصلُ غُربتهُ
فى بيتِ أبيهِ
وبنتٌ
كهسيسِ الأعنابِ
على سطحِ المنزلِ
تبتكرُ البدرَ
الشجراتِ
وتجلسُ
بجوارِ حبيبٍ
خدَّرها بالهمسِ
فنامتْ
حافيةَ القلبينِ
شكرا لبهائكم
دامت روعتكم
إعجابإعجاب