هناء غمراوي
اللوحة: شلالات نياجارا للفنان الأميركي فريتز إدوين تشرتش
لطالما كان السفر أحد الأحلام التي داعبت مخيلتي منذ الصغر. ولم يكن هذا الأمر يبدو لي على انه أحد وجوه الترف، وانما كان بالنسبة لي أمراً عادياً، بل ومن بديهيات الحياة. كنت أطالع خريطة العالم وأسرح مع خطوطها بخيالي وأبحث عن بلدان وشعوب تستظل بأشعة الشمس، وأخرى تستنير بضوء القمر في نفس اللحظة من الزمن. عنيت شرق الكرة الأرضية وغربها..
شاءت الظروف أن يتأخر تحقيق هذا الحلم كغيره من الاحلام التي حضنتها في داخلي، ورفضت التخلي عنها أو حتى نسيانها.
لم تكن حياتي سهلة، فقد ارتبطت في سن صغيرة جدا، لدرجة انني لم أكن حينها قد دخلت المرحلة الثانوية بعد. وهذا ما رتب علي حملاً ثقيلاً وعبئاً إضافيا لأنني لم ارض بالتخلي عن طموحي في متابعة دراستي ودخول الجامعة كأي فتاة في مثل عمري، ولكن بالطبع بظروف مختلفة.
مرت السنوات وأنا أحضن هذا الحلم رافضة التخلي عنه بالرغم من الظروف القاسية التي مررت بها في حياتي. فقد اشتعلت في لبنان حرب أهلية دامت لحوالي خمسة عشر سنة تبعها انهيار اقتصادي شل البلد وقضى على مقدراته (1975 – 1990) .
مرت السنوات ثقيلة؛ كنت خلالها انوء بحمل العائلة والوظيفة معاً، حيث دخلت معهد اعداد المعلمين وتخليت عن رغبتي في دراسة الحقوق، بعدما قطعت نصف مدة الدراسة الجامعية المطلوبة لنيل الاجازة..
حين كان الحلم يلح عليّ، كنت البي رغبتي بالسفر فأذهب بين دفتي كتاب ينقلني من عالمي المعاش، الى عوالم أخرى. عوالم يبدعها الكاتب وأشاركه أنا في سفره وترحاله اليها. فمرة أكون في جورجيا الأميركية اشارك سكارلت أوهارا حفلات الشواء في مزارع الأصدقاء او أشاركها الرعب والهلع وهي تهرب بعربتها من امام العبيد الغاضبين لتحمي طفل صديقتها ميلاني، الذي ولد للتو. ومن ثم العودة الى “تارا ” لتبدأ رحلة جديدة من حياتها مع النظام الجديد الذي قضى حينها على التمييز العنصري بين السود والبيض. ومرة اعيش في اّسيا، في سهول الأرز مع بيرل باك ومع ماساة الأم، التي تخلى عنها زوجها وهي في عز شبابها، وحكم النظام الصيني بالاعدام على ابنها الشاب لانه اّمن بمبادئ الثورة الشيوعية، التي وعدته بنطام جديد! نظام يقضي على الفقر ويحقق العدالة الاجتماعية..
ولن يتسع المجال هنا لسرد جميع أسفاري وتنقلاتي مع الكتاب، الذي كان لي في تلك المرحلة خير رفيق وخيرصديق.
وصلت الى نيويورك بداية الاسبوع الثاني من شهر حزيران يونيو العام 2010 وكانت تلك زيارتي الأولى للولايات المتحدة، ولكنها لم تكن رحلتي الأولى في الطائرة، حيث انني كنت قد كسرت هذا الحظر لأربع سنوات خلت، حين زرت فيها دولة الإمارات التي انتقلت اليها ابنتي الكبرى لتعمل هناك كمهندسة معمارية في احدى الشركات في دبي.
أخيرا وصلت نيويورك عبر مطار جون كيندي حيث كانت ابنتي الصغرى في انتظاري. زيارتي امتدت لعدة أسابيع فقط. (أقل من شهرين) وكان في جعبتي مشاريع للعديد من الرحلات هناك. وكون ابنتي كانت تشاركني هذا الشغف من جهة، ومهتمة في تحقيق رغبتي التي طالما ناقشناها عبر أثير الهاتف بين طرابلس ونيويورك من جهة أخرى. فقد ابتدأ التخطيط لذلك ونحن في طريق العودة الى المنزل.
ابنتي ندوة التي خططت لزيارتي تلك، سعت ان تحيطني باهتمامها ورعايتها وكأنني أنا الابنة المدللة وهي الأم الحانية. وكأنها ارادت أن تقول: “يكفي؛ حان وقت القطاف..”
مرّ الأسبوع الأول من وجودي في نيويورك وانا ما زلت أنفض عني غبار التعب، لم يكن تعب السفر بقدر ما كان تعب سنة كاملة من الجهد والكدّ المضاعف. فقد كنت قررت في تلك السنة أن ابدأ دراسة الماستر في اللغة العربية في الجامعة اللبنانية. وهذا ما فرض علي الذهاب مرتين اسبوعيا بعد دوام العمل، الى بيروت العاصمة لحضور الدروس الالزامية المقررة؛ مرت تلك السنة بصعوبة شديدة، تجاوزت خلالها تحديات كبرى؛ تمثلت في قهر ظروف العمل، والظروف المناخية في بلد معروف بأمطار شتائه الغزيرة ، وظروف العودة الى طرابلس ليلاً بعد انتهاء اّخر محاضرة يومي الإثنين والثلاتاء من كل أسبوع..
كل تلك الظروف لم تكسرني وتجعلني اتراجع عن هدفي..
انهيت امتحانات الفصل الثاني في أواخر حزيران يونيو وغادرت لبنان قبل أن أحصل على النتيجة النهائية، التي وصلتني من بعض الرفاق بعد أيام من وصولي الى نيويورك، وكانت مرضية والحمد لله.
بدأت بالتعرف الى المدينة، منذ الأسبوع الأول لوصولي. تنقلاتنا الصغيرة، لم تكن بحاجة لتخطيط كبير؛ بعد الفطور مباشرة واثناء تناول القهوة العربية كنا نقرر وجهتنا يوميا، ونعمد الى التنفيذ فورا.
بالطبع تأجلت المشاريع الكبرى أمام المشاريع اليومية، والتي لا بد أني سأعود للحديث عنها لاحقا؛ ومن ضمنها طبعا زيارة حديقة “سنترال بارك”، والمتحف الوطني في مانهاتن. وحديقة الحيوان الهائلة الاتساع في برونكس. وكذلك زيارة بروكلين وتخصيص بعض الايام للسباحة على شواطئها الهادرة..
بعد مرور اسبوعين كان الوقت قد حان لتقرير بعض الرحلات خارج مدينة نيويورك.
ثلاث رحلات داخل الولايات المتحدة كنت أنوي القيام بها؛ زيارة أخي المقيم في أوكلاهوما، زيارة العاصمة واشنطن، وزيارة شلالات نياغرا شمالي أعلى الولاية على الحدود الكندية الأميركية. تأجل الذهاب الى أوكلاهوما حتى بداية شهر اّب/غسطس باعتبار أن ذلك يحتاج لتحضيرات وحجز بطاقة طائرة. فانحصر الخيار بين الذهاب الى الشلالات أو الى واشنطن دي سي. فاخترت الشلالات على الفور؛ كنت بحاجة للابتعاد عن صخب المدن الكبرى، واللجوء الى أحضان الطبيعة.
كل شيئ تم بسرعة فحجز فندق في منطقة الشلالات على شبكة الانترنت لم يكن ليحتاج لأكثر من دقائق قليلة، باشرنا بعدها مباشرة في اعداد أمتعتنا الشخصية فقط لأن الرحلة ستكون بسيارتنا الخاصة.
صباح يوم الرحلة اسيقظنا باكرا جداً، فالطريق طويل يحتاج الى حوالي ست ساعات، وكان لا بد من اعداد براد قهوة وبعض المأكولات..
بحدود السادسة صباحا غادرنا استوريا عبرنا جسر “ترايبورو” ثم “جورج واشنطن بريدج” قبل أن ننعطف باتجاه ولاية نيوجرسي لنأخذ الطريق السريع، “الهاي واي إنترستايت95” الذي يقطع الولايات المتحدة ممتدا من أقصى الشمال من مدينة مونتريال الكندية، وحتى جزر البهاما جنوبا. الطريق واسع وجميل ومحاط بالغابات الكثيفة، كما جميع الطرقات الأساسية التي تربط بين الولايات. (الطرقات التي تعرفت إليها في زياراتي اللاحقة والمتكررة فيما بعد). ما كان يميز هذا الطريق هو شدة اتساعه بحيث ان العابرين من خلاله باتجاه الشمال، في الغالب لن يتمكنوا من رؤية الجهة المقابلة لخط السيارات المتجهة الى الجنوب لوجود فاصل عريض من اليابسة، واحيانا يكون مكسواً بالأشجار الضخمة والتي كان أفراد شرطة السير يختبئون داخله لمفاجأة السائقين المخالفين لسقف السرعة المطلوبة وتحرير المخالفات اللازمة بحقهم.
بعد حوالي ثلات ساعات متواصلة من السير شمالاً باتجاه الشلالات، كان لابد من التوقف لأخذ قسط من الراحة في أحد الأماكن المخصصة لذلك، والمنتشرة على طول الطريق. فالتوقف على الطريق السريع ممنوع لأي سبب كان. انعطفنا يميناً عند أول لوحة تشير الى وجود استراحة “ريست ايريا” .بعدما ركنا السيارة في المكان المخصص لذلك. نظرت حولي فأصابني الذهول.! كنت اعتقد اننا توقفنا امام أحد المطاعم السريعة لنتزود بالماء وببعض المأكولات؛ فإذ بي أمام غابة جميلة ممتدة الى حيث لا تطالها العين، هي أقرب للحديقة العامة منها إلى الغابة. فمع وجود الأشجارالضخمة التي انتشرت تحتها المقاعد والطاولات الخشبية امتد بساط من العشب الأخضر الجميل، أشبه ببساط سندسي نسجته يد حائكٍ ماهر.
جلسنا الى أحد المقاعد نحتسي القهوة، بينما رحت أسرح النظر في ذلك المكان الجميل لاكثر من ساعة. ولولا تنبيه ابنتي بضرورة المغادرة، واسئناف الرحلة لفضلت البقاء حتى المساء في ربوع تلك الغابة الجميلة التي يطلقون عليها اسم استراحة.
عدنا الى السيارة واستأنفنا المسير وكانت الساعة قد جاوزت العاشرة صباحاً ؤأمامنا ثلاث ساعات أخرى لنصل الى وجهتنا في اعالي الولاية “نياغرا فولس”.
بحدود الواحدة ظهراً وصلنا المدينة ويبدو ان التعب كان قد نال من دليلنا الالكتروني (جي بي اس) مثلما نال منا بعد هذه الرحلة الطويلة. وبدل أن يرشدنا الى مكان الفندق المقصود، فقد الهدف المرسوم له. ولم نشعر الا ونحن على الحدود الفاصلة بين نيويورك والحدود الكندية. توقفنا بسرعة وكان بيننا وبين الحاجز الحديدي أمتار قليلة، والطريق بخط واحد. بسرعة حاولت ابنتي التقهقر الى الخلف مسافة معينة استطاعت بعدها الانعطاف والعودة الى الطريق الرئيسي الذى أوصلنا اخيرا الى الفندق بعدما وضعنا العنوان من جديد وطلبنا من ال (جي بي اس) ايصالنا الى الفندق لاننا لن نتحمل اي خطأ اّخر.
في مدة تقل عن ربع ساعة كنا في باحة الفندق. لفت نظري انه كان مكوناً من طابق واحد فقط.
كان بسيطاً وجميلاً، غرفه واسعة، وغير متلاصقة، ولكل غرفة حمامها الخاص طبعا. ولم يكن يشبه أي من الفنادق التي نزلت فيها من قبل. عندما لاحظت ابنتي علامات الدهشة على وجهي شرحت لي بان هذا يسمى “موتيل”، وليس “أوتيل”.
بعدما استلمنا غرفتنا وكانت في غاية النظافة والترتيب، زالت دهشتي، وزال اعتراضي. فإقامتنا لن تزيد عن يومين في هذه المدينة، وليس لدينا من وقت نضيعه، ولا وقت للاستراحة.
بسرعة انزلنا اغراضنا من السيارة وانطلقنا باتجاه الشلالات..
كان النهار قد انتصف، ولكن من حسن حظنا اننا في فصل الصيف حيث يطول النهار. وهذا ما سيوفر لنا ساعات اكثر نمضيها قرب الشلالات، قبل الغروب.
قرابة الثانية بعد الظهر وصلنا منطقة الشلالات وليس من شيئ يؤكد لنا ذلك سوى تلك اللوحة الموجود ة على بوابة ساحة كبيرة جداً مخصصة لركن السيارات والحافلات الكبيرة.
ترجلنا من السيارة واتجهنا صوب مبنى أشبه بشرفة كبيرة جداً. وكلما اقتربنا أكثر كان صوت هدير الماء يصلنا بشكل أوضح وأكبر. من على هذه الشرفة رأيت احدى بدائع الخالق في عظيم قدرته! أول ما استطعت ان اتبينه عن بعد كان عبارة عن شكل هندسي اشبه بشبه منحرف بثلاثة اضلاع فقط. لأن ضلعه الرابع، والاكبراختفى مع الجانب الكندي، الذي يشكل الحد الفاصل بين كندا والولايات المتحدة الاميركية.
الماء المتدفق بسرعة هائلة، والرذاذ المتناثر منه أخفى هيبة المنظر. وصار أشبه بغيمة كبيرة تمطر ثلجاً أبيض ناصعاً..
لم يطل مكوثنا على تلك الشرفة كثيراً، انحرفنا بعدها الى غرفة خاصة للحصول على بطاقات الدخول. فالدخول الى الشلالات ليس مجانياً؛ وكان هناك نوعين من البطاقات، واحدة للتنزه في محيط الشلالات والحديقة الكبيرة المحيطة بها، وأخرى لركوب السفينة السياحية التي تعبر البحيرة المائية التي تشكلت من انحدار مياه الشلالات، والتي تشكل الحدود الفاصلة بين نيويورك كندا. ولأن الوقت كاد ان يشرف على العصر، قطعنا بطاقة الدخول الى منطقة الشلالات فقط. على ان تكون رحلة القارب في صباح اليوم التالي. مع البطاقة زودونا بواقي من الماء يلبس من الرأس حتى القدمين مصنوع من النايلون الشفاف، وزودونا ببعض النصائح لعدم الاقتراب من المجاري المائية الكثيرة المنتشرة هناك. وعدم الاقتراب كثيرا من المنحدرات المائية، خوف الانزلاق.
حتى نصل الى الشلالات كان علينا النزول عبر سلم طويل ومن ثم عبور قناة تصلنا بسلم اّخر كان علينا الصعود من خلاله لنصل الى مكان الشلالات (وبالطبع كان هناك مصعداً كهربائيا لمن يرغب).
المشهد كما اسلفت كان عبارة عن مسطح هندسي بثلاثة أضلاع غير متساوية وربما غير متصلة تماماً. هكذا رأيتها أنا، والبعض وصفه بانه نصف دائرة. أما الذي لا خلاف عليه فان طول انحدار الماء منه يبلغ ما يزيد عن خمسين متراً. وهذا الانحدار الهائل للماء يحدث ضجيجاً هائلاً، وينثر رذاذ الماء المتطاير على وجوه المتنزهين في كل مكان.
في الساحة الممتدة في محيط الشلالات انتشرت عدة أعمدة تحمل مناظير مكبرة تعمل بواسطة قطعة نقدية معدنية. عبرها كنا نستطيع مشاهدة تدفق الماء وانحداره القويّ بوضوح ويسر، وبشكل اّمن دون ان نعرض انفسنا لخطر الاقتراب كثيرا من موقع انحدار المياه. علما أن اغلب المكان كان محاطا بشبك حديدي بارتفاع متر على الأقل.
في الجهة المقابلة تماما للشلالات، وتحديدا في الأراضي الكندية، كان ثمة مبنى وشكل مستطيل وأقرب الى البيضاوي يلتصق به. يتحرك بسرعة صعودا ونزولاً ويشبه في حركته شكل سلحفاة، مع فارق كبير في السرعة. بعد الاستفسار عرفت ان هذا هو برج “سكايلون” والذي يبلغ ارتفاعه بحدود ال 165 مترا وان الشكل المتحرك صعودا ونزولاً ما هو سوى مصعد كهربائيّ. يقل السياح للتفرج على الشلالات من الأعلى.
وحديثا عرفت انه صار بالإمكان أيضا، استخدام مروحية لهذه الغاية.
قبل الغروب بقليل عدنا أدراجنا لنتجول قليلا في المدينة، وبعد تناول العشاء في أحد المطاعم الصغيرة عدنا الى الفندق على أمل ان نكمل جولتنا التي قطعناها في صباح الغد.
في الصباح، تناولنا فطوراً خفيفا، وغادرنا باتجاه منطقة الشلالات. ذلك اليوم لم نأخذ نفس الطريق، الذي سلكناه بالأمس. بل دخلنا عبر بوابة الحديقة الخلفية المحيطة بالشلالات. كان الهدف استكشاف المنطقة المحيطة بها. أردت التوغل داخل تلك الغابة. تدفعني رغبة هائلة في اكتشاف المكان، وتتبع مجاري المياه الكثيرة التي تتجمع لتغذي نهر نياغرا قبل انحداره العظيم مشكلاً أحد اشهر وأجمل الشلالات في العالم.
مرّ الوقت ونحن نتجول في تلك المنطقة الخضراء وكنا أحياناً نلتقي ببعض من يشاركنا شغف التنزه داخل تلك الطبيعة الرائعة. والذي زاد من روعتها كثرة الجداول والمجاري المائية المنتشرة بين الأشجار الضخمة، والتي كنا نستطيع أن نعبرها بسهولة لوجودعدة جسور خشبية، أو اسمنتية صلبة مخصصة لعبور المتزهين وأخرى للسيارات أيضاً.
سرقنا الوقت وكاد يقترب عصر ذلك اليوم، ونحن ما نزال نتجول في تلك الغابة. وكان ما زال في برنامج رحلتنا ركوب السفينة السياحية، وتناول الغداء.
للأسف اكتشفنا أن الوقت قد فات للحصول على البطاقة اللازمة، وانه يتوجب علينا الانتظار الى الغد. وبما اننا كنا ننوي العودة صباح اليوم التالي أقنعنا انفسنا بأن نرجئ نزهة السفينة لمرة ثانية. فنحن لا بد لنا من عودة لزيارة الشلالات مرة أخرى. والأفضل ان نزورها من الجانب الكنديّ، بعدما أكد لنا اكثر من شخص أن رؤية الشلالات من هناك تفوق رؤيتها جمالأ بأضعاف.
غادرنا المكان وقمنا بجولة سريعة بالسيارة على بعض المدن الصغيرة المنتشرة هناك. والتي لم أعد أذكر منها سوى مدينة بوفالو تلك المدينة الشهيرة بانتشار مزارع الأبقار فيها بكثرة.
في الصباح غادرنا باتجاه نيويورك. وقد رافقتنا أمطار غزيرة طوال الطريق، وكانت مصحوبة برطوبة عالية وحرّ شديد استدعى منا القيادة بحذر والتوقف بعض الأحيان. مما جعل وقت العودة اطول مما توقعنا.
كانت تلك المرة الأولى في حياتي، التي رأيت فيها السماء تمطر في فصل الصيف.


