د. حمدي سليمان
اللوحة: الفنانة التركية إيميني توكمكيا
قالت السمكة العجوز:
اليوم أتممت واجبى نحوكم أبنائي الأعزاء
ضاقت خياشيمي وضعف القلب
ولم يعد لي في الأزرق..
حياة…!
هل يمكنني الفرار إلى هواء أخر؟
زيارة أصدقائي الصيادين القدامى
مداعبة الدلافين دون خوف؟
كان حلمي..
بناء كوخ من العشب الطري..
أعلى جزيرة القرصان
تلتف حوله الثعابين والضفادع والسحالي
ادعوهم للرقص فيذهب الخوف بعيدا
الأن يمكنني الاستماع عن قرب لصوت العصافير..
تلك التي علمتني الفرار كلما أشتد الخوف.
ذات يوم كنت أهرب من حوت كبير
نزلت إلى أسفل أسفل أسفل..
حتى غصت فى قاع البحر
خبئتني الطحالب والمحار والأصداف
ظللت لساعات في رعب شديد
أراقب فمه الضخم،
حين يفتحه..
أرى بقايا كائنات تتطاير
نحو نفق مخيف
أخيرا نجوت..
مغامرة كبرى
أن تنجو من ذي الأسنان الفولاذية
مغامرة..
لكنى كل مرة
كنت أرى أسرابا من الأسماك
تهوي نحو هذا النفق
أزداد رعبا..
لذا، قررت أن اترك هذا العالم المفترس
اخبرت أبنائي بذلك
لكنهم أرادوا الحياة هناك
رتبت لهم كل شيء كل شيء..
فقط هو الخوف الذي لم أستطع ترتيبه
الخوف الذي يلاحقنا جميعا.