فواز خيّو
اللوحة: الفنان النمساوي فريدريش أميرلنغ
من أيام البرد:
إنّ العصفور الذي ينقر على بلور نافذتك،
هارب ومتعب، من البرد والعواصف والظمأ.
قطع مسافات من العتمة،
حتى أبصر هذه النافذة المضاءة بك.
أزيحي بلور النافذة قليلاً، ليدخل..
امنحيه قليلاً من الدفء ومن حبات قمحك.
واطلقيه، ليفتح بجناحيه الصغيرين،
فضاء شاسعاً مزهراً.
***
إن تأخرتِ كثيراً؛
ستجدينه ذات صباح، يابساً تحت نافذتك..
وعندئذ؛ لن يستطيع دفء الكون،
أن يعيد الروح إلى روحه،
ولا الخفقان إلى جناحيه الجميلين..
***
من أيام البرد:
كم أخشى عليك من نفاذ وقود التدفئة..
هل لديك فح؟
أنا كومة من حطب يابس، سريع الاشتعال.
أنا أفضل من الفحم.
الفحم يعذّب ليشتعل، ويخمد بعد ساعة.
أنا اشتعل من ابتسامة منك، أو عبوس،
وأظل متوقّدا لأسبوع.
خذيني، واستفيدي مني.
أنتِ أحقّ الناس بي.
دعيني أقول إني قدمت لك شيئاً..