اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار
القهوة
أيُّهَا الْـكُوبُ، لَـسْـتَ مَا يَـمْـلأُ رَاسِى
وَلـَسْـــتَ فِـى الْــحَــــانِ قَـــهْـــــوَةْ
كُلُّ مَنْ يَعْشَقُـونَ حُسْنَكَ، تَاهُوا فٍـيكَ
صَارُوا لِـعِــشْـقِ عَـيْـنَـيْـكَ صَهْـوَةْ
إنَّــمَــا أنْـتَ كالْــحَــيَـــاةِ، وِعَــــاءٌ
مَـنْ يَـهِـمْ فيهِ، يَـفْـقِـدُ الْعِشْـقُ زَهْـوَهْ.
كِبْـرُ فِـرْعَـوْنَ غَـرَّهُ الْبَحْـرُ، رَهْــوًا
قَلْبُ مُوسَى، أعْطَى إلَى الْبَحْرِ رَهْوَهْ
غَـافِـلٌ مَـنْ دَعَـتْهُ سَـيِّــدَةُ الْـقَـصْـرِ
فَـيَـسْـهُــو، فَـلـيْـسَ يَـبْـلُـغُ بَـهْــوَهْ
صَاحِبُ الْخَمْرِ لَـيْسَ يَعْرِفُ سَهْوًا
إنَّـمَـا الْـمَوْتُ طَهْـوَةٌ بِنْتُ سَهْــوَةْ.
من أيِّ طينٍ؟
شَـيخٌ عـلىَ السَّـــبــعيــنَ مُـحدَوْدِبٌ
أكـْـتافــُــهُ في حجْـــرِهِ تنْدَلِــقْ!!
يـمْـشــي كعـُـرجُـــونٍ قـــديمٍ، بدَتْ
أطرافــــهُ تـــهــُــمُّ أنْ تنـْــغـِـــلـقْ!
شــَــــــوَّافَـتـــــاهُ لــــم يَعــُدْ فيهما
مــــن ذكْريــَاتِ النــّــورِ، إلا الغسَقْ
ورَأسُـــه تهدَّمَـــتْ، فَــــارْتـمـــــتْ
لـــلأرضِ، مُــذْ وَلَّـــى زمَــانُ الأفُـقْ
كأنَّ كـفَّـــيــهِ، وَقـــــدْ مــــُدَّتــــَـــا
فــي رعشـــةٍ، أطرافُ ثوْبٍ قَلِــقْ!!
قد شــَــــاخَ فيه الــــدّهرُ، لـــكنّــهُ
فيــه إلـى الفــِـــسْـــقِ زَمَـــانٌ نِزقْ!
عيـــْنــَـــاهُ أُذْنــَاهُ… فإنْ أدْركـــــتْ
وَسـْــطَ الزِحــام صَوْتَ أنثى… عَلِقْ!
هـوَ النـــّــقيضـــَانِ… فـــأَوْصَـــالُــهُ
يُـــبْـسٌ.. فـإن كانَ الخنا، تَنزِلقْ!!
سُـــبْحـانَـــك اللهــمَّ مـــن خَــــــالقٍ
مِـــنْ أيِّ طِـــيـــنٍ مثـلُ هذا خُــلِــقْ؟