باسم فرات
اللوحة: الفنان اليمني عبد الفتاح عبد الولي
شـاعر يَتَـوَجّع
أَتَوَجَّعُ لِذِكْرِكِ
وَأَنا أَقْرَأُ قَصائِدَ أَمامَ عُشّاٍق مُصابينَ بالفَقْدِ
أُخْبِرُهُمْ عن حَياتي الْمُلَطَّخَةِ بَوَحْلِ هِجرانِكِ،
عَن أَمَلي المُقَيّدِ بِمَشْبَكِ شَعرِكِ
عَن تَعنيفِ «باسِم فُرات» لي
حينَ أَصْرُخُ أَمامَ الجميلاتِ أَنَّكِ الأَجْمَلُ
وَعن خَفَقاتِ قَلبي
وَهِيَ تَتيهُ في أَزِقَّةِ الْمُدُنِ المُقَدَّسَةِ،
تُطْعِمُ حَمامَ الْمَزاراتِ، إفراطي بِالحُبِّ
أُغَنّي خَيْبَتي
فَتَمتَلِئُ المَآذِنُ بِالْهَديلِ
فَجرُ ينَابيعِكِ
يَتَجَمَّدُ أَمامَ بابي
وَعَلى الشَّبابيكِ لَهْفَتي
تُنيرُ أَحلامَك
عارِيَةٌ أَشجاري بَعدَكِ،
وعَواصِفُ اللَّوْعَةِ تَنتَهِكُها
العُشّاقُ المُصابونَ بالفَقْدِ تَرَكوني في العَراءِ
شاعِرٌ يَتَوَجَّعُ لِذِكْرِكِ
وَيَقرَأُ قَصائِدَهُ أَمامَ وحْدَتِه.
شـاعرٌ يُفَـكِّرُ بغيـابك
أَجْلِسُ أَمامَ حَياتي
أَدَّعي السَّعادَةَ، وَأَنا أُفَكِّرُ بغِيابِكِ
أُوهِمُ نَفْسي أنَّهُ غِيابٌ لَنْ يَطولَ
وَأنَّ الطُّرُقَ إليكِ مُغْلَقَةٌ
أَحْيانًا أَتَساءَلُ:
هَلْ كُنتِ بُركانًا أَحْرَقَني وَخَمدَ؟
وَفي فُوَّهَتِهِ الآنَ حُقولٌ وَظِباءٌ تَرعى
فَراشاتٌ تسقي الأَزْهارَ
قَصائِدُ كَتَبَها شاعِرٌ يُفَكِّرُ بِغِيابِ حَبيبَتِهِ
عاشِقاتٌ يُسَرِّحْنَ أُنوثَتَهُنَّ بانْتِظارِ الفُرسانِ
وَفي أَحايينَ أُعْزي الأَمْرَ
إلى حُلمٍ لم يَتَحَقَّقْ فَتَوَهّمْتُهُ
فَلَطالما خَيَّبْتُ أَحلامي
وَهِيَ تَراني أَتَحَدَّثُ عَن شاعِرٍ
يَدُسُّ الأَلَمَ في ذاكِرَتِهِ
لِيُحَلِّلَ خَرائِطَ لا تَقودُ إلاّ لِلغِيابِ.