اللوحة: الفنان الإيطالي سيزار ديل أكوا
لماذا إذا ما ذكرتُك..
كلُّ العصورِ مَـرَايـَا؟
وكلُّ السّطورِ مَـرَايـَــا؟
وكلُّ الدّرُوبِ التي برَّحَتْ بــِــي
مَـرَايـَــا؟
فلا شيءَ إلاّك في كلِّ شيءٍ،
فأنت الظهورُ..
وأنت الخفاءْ!
***
وحتى إذا ما ذكرْتُ اسْمَ غيــرِك،
معـْنـَــاك في كلِّ شيءٍ
فأنتَ التجليِّ الجميلُ
لكلِّ المعاني الْوِضـَاءْ
تحيطُ بذاكرتي أحْرفُ اسـْمك،
مثلَ المجرَّات ِ،
تزْرعُ أنوارُها كلَّ أُفْقٍ،
وتُطـلِـقُ في الكوْنِ أنهارَ شوْقٍ،
وأشجارَ عِـــشْقٍ،
كواكبَ دُرِّيةً زيْـتـُها
دُونَ نـَارٍ أَضَــاءْ
***
كأنَّ العناية قد توَّجتْني
أميراً لهذي البحار
فإمّا تجلّيْتُ باسْمك..
غنىَّ شِراعٌ.. وقاعٌ.. وأُفْقُ
وفي كلِّ خافقةٍ بــَانَ عُـمْـقُ
فيُصْــبِحُ لا شيءَ في كلِّ شيءٍ سِــواك
وأُصْــبـِحُ لا شيءَ في أيِّ شيءٍ سِــواك
ويُصْــبِحُ كلِّ الخفاءِ ظهُـوراً
وكلّ الظهُورِ الذي كان من قبلِ عيْنيْك
عِندي خفَاءْ!