خولة سامي سليقة
اللوحة: الفنان الأمريكي هارولد كوديو
نصٌّ جميلٌ باذخٌ يا شاعرة
أكتبْتهِ بالياسمينِ أم المطرْ؟
عقِمتْ حروفي بغتةً
حلّ السكوتُ المسألة
الدّمعُ في بلعومي المتألمِ
لم يبدِ ضعْفهُ للعيان
لكأنّما مُرٌّ ترسّبَ في نواحي الفمّ
حرّكهُ اللّسان
هي خمسةٌ في عمرِ وجدٍ من طريقٍ واحدٍ
بل قصةٌ مترهّلةْ
مع كلّ أمسيةٍ يمرّرُ مِدْحةً:
ما الحلّ مع إبداعكِ يا معضلةْ
هذي القصيدةُ مذهلة!
***
يأتي وحيداً كلّ عام
عطلاً
أفتّشُ في الأصابعِ في العيون
لا عطرَ
لا أنثى تدسّ القلبَ في أنفاسهِ
مستغلِقٌ فهمي على إحساسهِ
أم رأسهُ المرتاحُ يخشى البلبَلة؟
تمضي بيَ الخطواتُ في كفّي قصيدٌ حائرُ
وعلى المنصّة تستفيقُ مواجعي
لتظلّ روحي ذاهلة!
***
في الصّالةِ الممتدةِ بردٌ يدقّ بأعظمي
أنا لا أرى أحداً سواه
إلا الدقائق راحِلةْ
أغوصُ في كفّيه في تصفيقِهِ
في ذكرياتي المغفَلة
ماذا يفيدُ حضورُهُ؟
هل حُبهُ للشّعرِ يُلغي الأسئلة؟
غداً ختامُ المهرجان كلٌّ سيخطفُهُ مكانٌ أو زمان
معَ القوافي أدّعي أنّ الدروبَ مؤجَّلة
وسنلتقي ثمْ نلتقي حتّى تدوخَ البوصلة
***
فوجٌ يودّعُ آخراً هذا المساء
نبضي يعارِك نبضَهُ والموتُ يفرشُ مخمَله
هذا هو الرّمقُ الأخيرُ على ضفافِ الانصراف
سيزولُ تاريخُ المآسي لو تحققَ الاعترافْ
أو أنه يبقى عليلاً
كلّما اجتاحتْهُ نوباتُ العذاب
نادى بهزءٍ أقبِلي يا جاهلة!