د. سامح درويش
اللوحة: الفنان المغربي عمر كوران
المرهقان . . العشقُ والقلقُ
طــافـا بـلـيـلٍ حــفَّــه الأرَقُ
ليـلٍ تـفـجَّــرَ في جـوانـبــه
نَزَقٌ، .. وأورق حوله شَبَقُ
ليـلٍ تأرجـحَ نجـمـه ألـقــاً
وذوى بجنبي عمرنا الألق
دبت هواجسه تراوغنا
في نارها الآمال تحترق
وبدت به مدن مموهة
أبوابها في الوجه تنغلق
دربي لها ماكاد يجمعنا
في لحظة.. إلا ونفترق
***
باحات هذا الليل قد مُلِئت
بوجوه أشباح لها فِرَقُ
جاءوا كما جئنا لساحته
هم مثلنا للباب قد طَرَقوا
فإذا تكشَّفت الرؤى انبهروا
وإذا رأوا أضواءها صُعِقوا
وكما سبحنا في الدخَان همُ
سبحوا، وفي أوهامه غرقوا
وإذا بزورق عشقنا قِطَعٌ
وإذا غلالة حلمنا مِزَقُ
***
الذكريات تمور، والغسقُ
في عمقه الأسرار تصطفقُ
في وحدتي.. وملامح امرأةٍ
– طرقت غبار الليل – تنبثق
مثل اللواتي جئن في شغفٍ
مارسن طقساً ليس يتَّسِقُ
فتهيجت من حولهن رؤى
جعلت جنون العشق ينعتق
في وحدتي.. وملامح امرأة
تأتي، ويلهث خلفها الأفق
كان اندلاع جنونها وهجاً
ثارت له الأشواق والحُرَقُ
دقَّت.. ورقَّت.. وانجلت.. وجلت
جسداً تزيغ لحسنه الحَدَقُ
رفَّت.. وشفَّت..، عريها سُكِبت
من حوله الأضواء.. والعبق
مثل الخرافة.. أقبلت وحَلَت
بحضورها يتبدَّد القـلـقُ
ردت إلى ليلي مناسكه
وإذا بنا، في الحلم، نعتنق.