عبد الناصر عليوي العبيدي
اللوحة: الفنان النمساوي فريدريش أميرلنغ
عَيْنَاْكِ لَيْلٌ دامسٌ وصبَاْحُ
وسهامُ لحظكِ للهوى مفتاحُ
فسكرتُ لا خمرُ يُعَاقِر مهجتي
أو مسّني كأسٌ ولا اقداحُ
هي كالطلاسمِ لا يفكُّ رموزَها
إلا خبيرٌ في الهوى لمّاحُ
عُلّقتُ فيها مُنْذُ أول نظرةٍ
فاستوطنتْ في الجانبين جراحُ
وتحرّكتْ بعد السكونِ زوابعٌ
وعواصفٌ مجنونةٌ ورياحُ
بعد التصحّرِ في ربوعِ مشاعري
عاد الربيعُ وعادت الأفراحُ
تسبي وتقتلُ باللّحاظ بومضةٍ
ولها جيوشٌ بالهوى تجتاحُ
قذفت عليّ من العيون سهامَها
فأصابَ قلبي طائشٌ جُمَّاحُ
ماذا أقولُ وكلُّ جزءٍ قاتلٌ
فالشُفْرُ سيفٌ والرموشُ رماحُ
وأنا الذي للموتِ يسعى جاهداً
فالموتُ في محرابِها إفلاحُ
ماظلّ عندي من خيارٍ أخر
إِنّي عَشِقْتُكِ وَالْهَوَىْ ذَبّاْحُ
فمتى الركون إلى شواطئِ رملِها
والقلبُ بعدَ عنائِه يرتاحُ

عبد الناصر عليوي شاعر سوري مواليد حلب 1968، حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب عام 1990، بدأ كتابة الشعر منذ عام 1990 لم ينشر اي دواوين. نشرت له قصائد في ديوان موسوعة الشعراء العرب المعاصرين الجزء الاول – عمان الأردن.