باسم فرات
اللوحة: الفنان الروسي فيكتور بوريسوف موساتوف
بَعدَ أَنْ أَعْياني اللُّهاثُ لِلوُصولِ إليكِ
دَخَلْتُ دَيْرًا لالْتَقِطَ أَنفاسي فيهِ
مَخطوطاتُهُ التي تشِعُّ في المكانِ
كانتْ تَخْتَبئُ مِن تَلَصُّصِ الزَّمَنِ
فَتَحْتُ أَضْخَمَها فَظَهَرْتِ بِعِطْرِك
سَأَلْتُكِ عن الخاتمِ الذي مَعَكِ،
أَجَبْتِ
إنَّهُ الزَّمنُ أَطْويهِ كَما أَشاءُ
طَوَيْتُ الكِتابَ
وَرُحْتُ أَنْشِجُ:
يَخْنُقُني غِيابُك.
قَـدَرٌ
كَتَبْتُ قَصائدَ لِنِساءٍ عَديداتٍ،
لِعَلّي أَهْرُبُ مِن طَيْفِكِ
وَرَفَضْتُ ما قالَهُ الكُهّانُ وَالْمُنَجِّمونَ
مَشَيتُ
أَمْنَحُ قَلبي لِلْجَمِيلاتِ
وَأَلْهُو
عاشِقٌ يَسْقي مَساءاتِهِ
قُبُلاتٍ وَهَمْسًا وَموسيقى
وَلكنَّهُ اللَّيلُ كلما تَوَغَّلَ
كانَ حُضورُكِ
يَقْتادُني لِلْبُكاء.
صَـوتُكِ
في المنافي
حَمَلْتُ صَوتَكِ،
هُوَ تَعْويذَتي
كُلَّما اسْتَفَزَّ عِراقِيَّتي رِجالُ الحُدودِ
واسْتَفْرَدَتْ عُزْلَتي بي
أَيْقونَةٌ
تَطْرُدُ عَنّي تِيهَ القَبائلِ
في بَحْثِها عَن دَمي
لَطَالما سَمِعْتُ العابِرينَ يَهْمِسونَ:
غَريبُنا أَنيسُ البِلادِ
والمجانينُ يَتْبَعونني
مُسْتَدِلّينَ بِصَوْتِكِ عَلى خَفَقاتي.