محمود عبد الصمد زكريا
اللوحة: الفنان المصري صلاح عناني
قد كان جُبَّاً مغلقاً
هتكته ريشةُ شاعرٍ ظمآن
لغزٌ ؛ يستقِرُّ ببطنِهِ
ويُفَكُ بالكلماتِ
يُمضي الشِعرُ دورتَهُ
ويتعبُ..
لا يفك طلاسماً
حتى يُقيم طلاسماً
والبدءُ مُختبئٌ بِهِ
وأنا وأنتَ مقيدان بصفحةٍ في سِفرِهِ
وبِهِ يُشدُّ وثاقنا في نحرهِ
كي لا يفيضَ
ولا يثورَ
ولا .. ولا ..
حتَّامَ نصمتُ
والسكوتُ مهانةٌ ٌ
وهديرُ غاشيةٍ
ووخزٌ في النفوسِ
ولدغةٌ
مرضى
وكُهَّانٌ بدائيون ينتحلون حُبَّ الدينِ
جُبٌّ .. أو سرابْ.
وبنا اشتجارُ منارتين
ولهفة للسَلمِ في البئرِ القصيةِ
في الركامْ.
ولساحراتٍ في اصطيادِ نفائسَ التاريخِ
والموتى
وعشقٍ لا ينامْ.
ولأي ما جهةٍ نيممُ
لا يكون سوى الصِدامْ.
وبأي ما جهةٍ سنبني حائطاً
أو معبراً
أو قُبَّةً
أو أي شئٍ ينتهي بالسَلمِ
ينفضُ الزحامْ.
مَنْ جاءَ يذبح بدأنا هذا المساءْ؟
وجاءَ يومضُ
أو يمرُّ بريقُهُ ذهباً
وجاءَ مُهيئاً بالسِحرِ في لغةِ الفحولةِ
في تراثٍ شائكٍ
وفيحِ أفعى في الهواءِ
يلف صُحبتنا بنارْ.
كأن إنذاراً يحِنُّ لضاغطٍ في السَلمِ
هل ضاقَ المكان بنسلِهِ؟
فأفاضَ قتلاً
واحتطاباً غاضباً في الكُلِّ في وضحِ النهارْ؟
هل جاءَ أغواهُ السكونْ؟
أو ما أهَلَّ من الجنونْ؟
هل جاءَ يضربُ في الخفاءْ؟
أم غَرَّهُ هذا العماءْ؟
اهدأ صديقي إننا
لابد يوماً فاهمون .!
سيفورُ هذا الجُبُّ
من زيفِ اندثار شهيةٍ ثكلى
يُنبئُ بادئيه
وستلتقي كلُ الجهاتِ ؛ ويشرئب بريقُها
السَلمُ كان يفور في المقهى
وفي الثكناتِ
كان السَلمُ إثرَ وشايةٍ
أو طعنةٍ في الظهرِ
مجداً خابياً ورصاصةً عمياءْ.
لغةٌ تحِنُّ لجوهرٍ نادى
فجمَّعَ حوله طفلين يلتقيان في القاموسِ
كي يضعا رموزَ بدايةٍ تُردي الدوار.
لغةٌ لتنبئ إنه :
أوليسَ من هتك القبائلَ سيدي
أولى بتلك النارِ من جارٍ .. لجارْ؟
أنا ذا أجيئك شاهراً قلبي
ولقد نفوه
وهيجوا بعضَ الغُبارْ.
ولقد نفوه مُكبلاً بالدمِّ فينا ..
هل تراه ؟!