«حانة الشعراء» تلتقي الشاعر والمترجم البحريني عبدالحميد القائد

«حانة الشعراء» تلتقي الشاعر والمترجم البحريني عبدالحميد القائد

أجرى الحوار الشاعر أحمد فرج الخليفة

اللوحة: الفنان الهولندي فان جوخ

حوارنا اليوم مع الشاعر والروائي والمترجم البحريني عبد الحميد القائد، المعروف بمساهماته العديدة والثرية في ترجمة الشعر الإنجليزي والأميركي إضافة إلى ترجمة العديد من القصص والمقالات والنصوص الإبداعية ومن أهمها رسائل فان جوخ، له عدة إصدارات بين كتابة وترجمة منها خمسة دواوين وثلاث روايات مع أنه دخل عالم الرواية متأخراً. ويعتبر القائد أن الرواية استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام الشعر، خصوصا وأن الرواي العربية قطعت شوطًا كبيرًا، وأصبحت متقدمة على الرواية الأوروبية والأمريكية بمراحل، مع الإقرار بأن الأدب اللاتيني مازال يحمل لواء الريادة في العمق والسرد الروائي. أما عن الشعر وانحسار جماهيريته فيقول: لم يعد الشعر يغيّر شيئًا وليس مطلوبًا منه ذلك، فهو من وسائل المتعة الروحية كالموسيقى والفن التشكيلي والمسرح، كلها تهذب العقول وتهدئ من الروح الغريبة المغتربة. لم تعد القصيدة منبرية، تغير الزمن وتغيرت الظروف وتغير العالم. ويعتبر القائد – وهو المترجم المحترف – أن الترجمة مهمة عسيرة جدًا، وهي ضرورية ومهمة لإيصال الإبداعات الى العالم. ويضيف «لكن في يومنا هذا أصبحت الترجمة عملية تجارية فاقدة للمصداقية والحرفية والنزاهة».. كما تحدث عن حال الأدباء العرب ووضع الاتحادات والمؤسسات الثقافية وغيرها من هموم الأدب والثقافة… فإلى تفاصيل الحوار:

أحمد فرج الخليفة

أستاذ عبدالحميد بداية ما الذي دفعك إلى عالم الأدب والشعر؟

انا عاشق للجمال، أبحث في ثنايا الأشياء، كل الأشياء عما يدهشني، أنا باحث عن الدهشة، أحاول خلق الدهشة والإختلاف المبدع، مللت من هذا العالم المسطح، عالم السأم والفوضى والفساد والحروب والدماء. أكتب لأشيد العالم الذي حلمت به ولم يتحقق، أفككه ثم أشيّده داخلي، وربما لي وحدي فقط. أكتب كي لا أموت.. فالكتابة بالنسبة لي مقاومة ضد الإكتئاب المستشري والموت العائم في كل جزء.

ماذا عن البدايات، كيف كانت حكايتك مع الكلمة عموماً والشعر خاصة؟ وما هي إصداراتكم؟

عندما فتحت عيوني على الدنيا، وربما كنت محظوطًا أو تعسًا، تعرفت على المجلة والكتاب، فوجدت نفسي مدمنا للقراءة والحرف، وجدت فيهما حريتي، الحرية التي هي وهمٌ خارج إطار الثقافة والكتابة والإبداع. عشقت الموسيقى والفن التشكيلي، فوجدت نفسي أعزف موسيقى بالحروف وأرسم بالحروف، ربما أقتل نفسي بالحروف وأحيا بالحروف. لدي 5 دواوين مطبوعة هي: عاشق في زمن العطش، صخب الهمس، غربة البنفسج، ما عاد شيء يهم ورذاذ الدهشة. ولدي ايضا ثلاث مخطوطات شعرية تبحث عن ناشر هي: رقص داخل الجسد، سر ما رأى وعازف وحيد في زاوية المقهى.

للرواية نصيب من إبداعكم، كتبت (وللعشق رماد – طريق العنكبوت  – حكاية حب في زمن الكورونا) فهل تحدثنا عن هذه الأعمال؟ 

كنت منذ زمن طويل أحلم بكتابة رواية ولكنني صرفت النظر عنها لأنني وجدتها ليست سهلة أو ربما عالم أخشى أن اضيع فيه ولا استطيع الخروج منه. لكنني غامرت ودخلت وأصدرت أول رواية لي هي «وللعشق رماد» في عام 2016.  أخذني السرد معه مثل موج جارف، وسرعان ما كتبت روايتي الثانية «طريق العنكبوت» في عام 2019 وهي عبارة عن موقفي من القضية الفلسطينية ولكن باسلوب سردي غرائبي أستطاع كما اعتقد توصيل ما أريد قوله، أو أعتقد ذلك. ومع انتشار الفيروس اللعين، وفي أجواء العزلة التي فرضت علينا جميعا غامرتُ وكتبت روايتي الثالثة «حكاية حب في زمن الكورونا» التي صدرت عام 2022 ولكنني انتهيت من كتابتها في الحقيقة في شهر اكتوبر 2020. لم يكن السرد بديلًا عن الشعر ولا يمكنه أن يكون. السرد لدي هو نافذة أخرى أعبر من خلالها عن براكيني وانفجاراتي، وسيظل الشعر أولًا وأخيرًا عالمي الجميل الذي ينقذني من وحشة وقسوة الخارج والآخرين ويأتي السرد لاحقًا لينثر عليّ رذاذًا اضافيا باردًا في عالم يقيم على النار. 

لم يعد الشعر يغيّر شيئًا وليس مطلوبًا منه ذلك، فهو من وسائل المتعة الروحية كالموسيقى والفن التشكيلي، كلها تهذب العقول وتهدئ من الروح الغريبة المغتربة. لم تعد القصيدة منبرية، تغير الزمن وتغيرت الظروف وتغير العالم.. الشاعر البحريني #عبدالحميد_القائد

ما دور الأدب في تعميق ثقافة الشعوب ونحت هويتها اثقافية؟ وهل الشعر والرواية برأيك يحققان أهدافهما؟

الأدب هو وجه الحضارات والشعوب، لا يمكننا أن نتعرف على ثقامة أمة وعمق حضارتها دون أن نقرأ أدبها وكتاباتها. في رأيي أن الشعر ما عاد يمكنه أن يغيّر شيئًا وليس مطلوبًا منه أن يفعل ذلك فهو من وسائل المتعة الروحية مثل السيمفونيات والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح، فهي كلها تهذب العقول وربما تهدئ من الروح الغريبة المتغربة. ما عادت القصيدة كما كانت في السابق، منبرية، صراخية، يلقي الشاعر قصيدته وتنطلق بعدها المظاهرات العارمة مثلما كان يفعل الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري مثلا، الزمن تغير والظروف تغيرت والعالم تغير. ربما استطاعت الرواية مؤخرا أن تسحب البساط من تحت أرجل الشعر، وماعاد الناس يقبلون على شراء دواوين الشعر كما في الماضي ولكن هناك اقبال نسبي على اقتناء الروايات، ولكن الشعر سيظل محتفظًا بمكانته مهما تغيرت الظروف. 

ما رأيك في نشاط الترجمة العربية للأعمال الغربية؟ وهل استطاع المترجمون إيصال أدب الكتاب بلغة أدبية سهلة؟ أم أن بعضهم يصعب الأمر على القارئ؟

الترجمة مهمة عسيرة جدًا، لكنها ضرورية ومهمة لإيصال الإبداعات باللغات المختلفة الى العالم. دار الآداب مثلا استطاعت في أوج مجدها، خلال فترة الكاتب الراحل سهيل إدريس، أن تنقل الينا نفائس الفكر الغربي والآداب والثقافات والإيدولوجيات والفلسفات العالمية، وكان المترجمون على قدر كبير من الحرفية. ولكن في يومنا هذا أصبحت الترجمة عملية تجارية وأشك أحيانًا في مدى صدقيتها وحرفيتها. تخيل مثلا أن بعض دور النشر توزع أجزاء كتاب معين على عدة مترجمين لضمان سرعة النشر، ثم يصدر الكتاب غير متناسق وربما غير قابل للقراءة الصحيحة والنزيهة. 

يتجه بعض القراء إلى قراءة الروايات غير العربية متهمين الرواية العربية بالسطحية، وعدم التجدد. كيف تنظرون لهذا الأمر؟

أعتقد أن الرواية العربية قطعت شوطًا كبيرًا، ومن قراءاتي للعديد من الروايات باللغة الإنجليزية أجد الرواية العربية متقدمة على الرواية الأوروبية والأمريكية بمراحل، من حيث لغتها ومعاناتها والعوالم التي تطرحها، باستثناء الأدب اللاتيني الذي أجده يحمل لواء الريادة في العمق والسرد الروائي.

ما التحدي الذي يواجه الأدباء اليوم برأيكم؟

الأدباء العرب الحقيقيون مساكين بحرفية الكلمة، فهم منبوذون ومهمشون، فالأجواء الثقافية العربية تسودها الشللية والمصالح (شيلني وأشيلك)، وهذا ينطبق على الجوائز العربية وعلى الجوائز العالمية المنحازة للفكر الصهيوني غالبًا. الشعراء والكتاب العرب مشردون وربما يموتون جوعى في الشوارع العربية، إلا المتمصحلين والمنافقين منهم. هناك نرجسية عالية عند الاتحادات والمؤسسات الثقافية العربية، لا يمكن للكاتب أن يدخل هذه الأجوء إلا إذا كان منافقًا فاسدًا ويبيع حرفه لكي يفوز. من الضروري أن يجمع الأدباء كيان نقابي نزيه يرعى مصالحهم ويساندهم عند الملمات، وطبعًا هذا حلم نطمح اليه جميعًا. 

كيف يصف أديبنا الشعر الحقيقي، ومتى يحكم على نص بأنه ينتمي للشعر دون سواه من الأجناس الأدبية؟

الشعر الحقيقي هو ما يلامس الذائقة والقلب، ويُشعر القارىء أو المستمع بنشوة الإبداع والخلق، ويحرك رأسه بعلامة الإعجاب. الحكم على شاعرية أي نص يعتمد على ذائقة المتلقي وثقافته ومستواه. فهناك قصائد بالغة الروعة مثلاً لا تصل الى المتلقي بسبب عمقها وحداثيتها، بينما هناك قصائد تافهة ولا تستحق أن نطلق عليها صفة الشعر يتجاوب معها الجمهور العادي وخاصة إذا تحولت إلى أغنية مثلاً. الشاعر أو الكاتب الحقيقي الأصيل لا يكتب حسب طلبات الجمهور، ولا يتبع مقولة «الجمهور عاوز كده» بل يحاول رفع مستوى المتلقي وليس النزول معه الى الحضيض. 

لماذا اتجهت إلى قصيدة النثر؟

الشكل هو مجرد وعاء أو هيكل. أنا بدأت بكتابة قصيدة التفعيلة ولم أكتب قصيدة عمودية قط. أنا أكتب منذ زمن قصيدة النثر فهي تتوافق مع نفسيتي ومزاجي. فأنا لا أحب القضبان أو الجدران أو القيود أي كانت أشكالها، ولدت متمردًا وسأبقى. المهم أن يكون الشاعر شاعرًا موهوبًا ومتمكناً من أدواته. أنا لست ضد شعراء العمود، فهناك بعض شعراء العمود في الوقت الحاضر يكتبون بإسلوب حداثي رائع، وأنا أحترمهم وأتفاعل معهم، ولكن أغلب الشعر العمودي في يومنا هذا هو مجرد نظم وصفّ كلمات. الشعر يظل شعرًا بغض النظر عن أشكال الكتابة، ولكنني كما أسلفت، قصيدة النثر هي وسيلتي للتعبير وأرتاح مع هذا الإسلوب.

هل الشاعر يختار شكل القصيدة، أم هي التي تفرض شكلها وبنيتها؟

القصيدة تفرض نفسها على الشاعر والشكل أيضًا، فربما أكتب أنا قصيدة تفعيلة لأن الحالة هي كذلك أو ربما أكتب قصيدة عامية موزونة قابلة للغناء. كل ذلك يعتمد على الحالة الشعرية والوضع. 

يرى البعض أن وسائل التواصل الاجتماعي ظلمت بعض الأدباء الموهوبين، وأنصفت غيرهم من أنصاف الموهوبين، فما رأيكم بذلك؟

وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في انتشار الكثيرين، فإذا تطرقنا الى الفيسبوك مثلا فإنك تجد الكثير من المجموعات والمنتديات التي ينشر فيها الجميع من الموهوبين وغير الموهوبين. بالنسبة لي لعب الفيسبوك دورا في انتشاري وتعرفي على العديد من الأدباء والكتاب الرائعين. ولكنه تحول أيضًا الى منصة لتفريخ (شعراء أو شاعرات) يلمعون بالصدفة أو اعتمادا على جمالهن (بالنسبة للفتيات). أحياناً تجد قصيدة رائعة منشورة وترى عدد الذين يعبرون عن استحسانهم للقصيدة لا يتجاوز الأصابع العشرة، بينما ترى فتاة بالغة الجمال (حسب الصورة التي تنشرها والتي غالبا هي ليست صورتها) تحصد آلاف المعجبين. طبعا عدد المعجبين ليس مقياسًا للجودة. أنا أتعامل مع الفيسبوك مثل سبورة اكتب ما أشاء ثم أحولها الى اللاب توب اذا كان ما كتبته يستحق. 

لعبت جائحة الكورونا والعزلة التي صاحبتها دورا في تعزيز دور برنامج “زووم” وأنا أرى أن هذا البرنامج كان فعالا جدًا في تعرف الأدباء ببعضهم البعض وأصبح منصة ثرية للإبداع. 

إلى أين يسير الأدب العربي في وقتنا الحاضر؟ وهل ترى أنه في تطور حقيقي؟

الأدب العربي وأقصد الأدب الحقيقي بدأ يشهد فترة خصبة ولاسيما في عالم السرد والرواية، خاصة حين اتجه العديد من الشعراء الى عالم الرواية، كنافذة اضافية يعبرون من خلالها عن ابداعاتهم. هناك كمٌ هائل من الكتب التي تنشر في مجال الشعر والقصة والرواية، ومن بين هذا الكم الكبير هناك ابداعات حقيقية. وأظن أن هذا زمن الرواية  مع انحسار الإقبال على الشعر. إذا نشرت رواية مثلا فيمكنك أن تبيع نسخًا حتى لو كان العدد متواضعا، أما اذا طبعت ديوان شعر فيجب عليك أن لا تتوقع أي انتشار أو بيع بل إهداء نسخ مجانية للأصدقاء. 

هل ترون أن حركة الترجمة خدمت الأدب العربي وتطوره؟

الترجمة هي الوسيلة الوحيدة للتحاور والتواصل مع العالم، ومن المؤكد أن الترجمة تخدم الأدب العربي وخاصة إذا كان المترجم محترفًا للنصوص الأدبية، لأن ترجمة الأدب هي من أصعب أنواع الترجمات، وأنا أرى أن أفضل من يترجم الأدب هم المترجمون الشعراء أو الكتّاب. بدون الترجمة لا يمكن أن يتعرف العالم على ابداعات الشعوب. هناك بعض الدول العربية التي اسست هيئات مختصة لرعاية الترجمة المحترفة لآدابها. وهذا أمر ايجابي تشكر عليه هذه الدول. 

طبعاً كان لمنتدى البحرين الإبداعي الذي أنشأتموه الفضل في معرفتي بكم والتعرف على بعض أعمالكم.. فهل تراهنون على المنتدى أن يُحدِث تأثيراً حقيقيًّا؟ وهل في نيتكم تطويره؟

تأسس منتدى البحرين الإبداعي منذ حوالي سنة ونصف تقريبا، وأكاد أدعي بأنه استطاع عبر الندوات والأمسيات التي يقيمها عبر الزووم أن يخلق له مكانة طيبة في الساحة الثقافية العربية، بفضل النخبة الرائعة من الأعضاء، ونحن نطمح الى المزيد، وإلى استقطاب المزيد من المبدعين لكي نتمكن من لعب دور أكثر حيوية، لنغطي كل أقطار وطننا العربي الكبير، طبعًا بالتعاون مع بعض المجموعات الثقافية الأخرى التي تربطنا بها علاقات وثيقة. نحن نطمح مستقبلا إلى أصدار مجلة ثقافية دورية اذا سنحت الظروف، وحصلنا على عدد من الأعضاء الذين يمكنهم المساهمة في إنجاح هذه الفكرة/الحلم. 

هل وصلت في تجربتك الإبداعية لما أملته؟ وما طموحك الأدبي؟

عندما يعتقد الشاعر أو الكاتب بأنه وصل فإن بذلك يرسم نهايته. قصيدة القصائد لم تُكتب بعد، القصيدة التي أحلم بها لم تُكتب بعد، ولا الرواية التي اريدها، لم تُكتب بعد، ما زلت أجرب، وأجرب حتى النهاية، فطموحي لا نهاية له والكتابة بالنسبة لي مثل التنفس.. مثل الصلاة. 

هل من نصيحة توجهونها للمبتدئين من الكتاب الشباب سواء في الكتابة أو الترجمة؟ ومتى برأيك يصبح الكاتب جاهزاً للنشر؟ 

نصيحتي للشباب الذين يتمتعون بموهبة الكتابة، أولًا القراءة ثم القراءة والإطلاع على شتى مجالات الأدب والفلسفة والحياة، وعدم التسرع في النشر. اذا لم نتمكن أن نقدم شيئأ مختلفا ومتميزا فالأفضل أن نصمت ونصبر حتى نجد أنفسنا قادرين فعلا على تقديم شيئا جديدا، فالساحة مليئة بالكثير من الغث. 

عازفٌ وحيدٌ في زاوية المقهى

مُوسِيقى في زَوَاياهُ المُبَعثرةِ

تنثرُ داخلَهُ إيقَاعاتُ فَرحٍ غائبٍ 

يَتجسَّدُ الغُبارَ ويَمشي 

كلُّ شَيءٍ يَمشِي ولا يَمشِي 

هوَ في قِطارٍ يَمشِي 

الوجهةُ لا تَمشِي ولا تَنطِقُ أهلًا 

هوَ يحلُمُ بحديقةٍ من الفِراشاتِ 

لا تَتَلاشَى وتَقولُ الطريقُ سَهلٌ

المُوسِيقَى تَشتَكي سَلالِمَهَا 

من وُعورةِ النَغماتِ وأَصفادِ الأمكِنَةِ 

السِيمفونياتُ تَعزِفُ غُربَتَها 

فالعَاشقونَ رَحلُوا مع هَديرِ القِطاراتِ 

هُناكَ عَازِفٌ وحيدٌ في زاويةِ المَقهَى 

أغرقَت دُموعُهُ سَطحَ البِيانُو 

والقَهوةُ أمامَهُ سَاخنةٌ 

في انتظارِ شَاعرٍ 

ينتظرُ الخُروجَ من خلفِ قُضبانِ قَصيدتِهِ

والخَارطةُ لا تَكفُّ عن البَحثِ 

عن جُغرافِيا الزَمَنِ السِريَالي.


عبد الحميد القائد شاعر وكاتب وروائي ومترجم من البحرين بدأ كتابة الشعر منذ نهاية الستينات، وقد عرف بمساهماته العديدة والثرية في مجال ترجمة الشعر الإنجليزي والأميركي إضافة إلى ترجمة العديد من القصص والمقالات والنصوص الإبداعية من أهمها رسائل فان جوخ، يعمل مترجمًا محترفًا منذ العام 1985. كما أنه عضو بأسرة الأدباء والكتاب منذ العام 1970، حيث شغل العديد من المناصب في مجلس إدارتها من ضمنها منصب نائب الرئيس. يشغل منصب رئيس فرع الأكاديمية العربية باتحاد الشعر والثقافة العليا في البحرين. صدر له: «عاشق في زمن العطش» شعر ١٩٧٥، «صخب الهمس» شعر ٢٠٠٣، «اللؤلؤ وأحلام المحار – انطولوجيا الشعر البحريني الحديث» باللغة الإنجليزية ٢٠٠٧، «غربة البنفسج» شعر ٢٠١٠، «ما عاد شيء يهم» شعر ٢٠١٥، «وللعشق رماد» رواية ٢٠١٦، «طريق العنكبوت» رواية ٢٠١٩، «حكاية حب في زمن الكورونا» رواية ٢٠٢٢.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s