يتوسّد الحجر، 

والعالم يغفو؛ بين ثنايا القدرْ

 لم يعد كالطفلِ لم يعد كالبشرْ، 

 في أزقة الشوارعْ 

بين الطرقات يلتقط الأسى 

وضحكة مبتورة كالفصلِ 

وعينين نائمتين 

تغزل النحيب وشاحا

يرتديه، يغطي جسده المنهك 

ولقمة المساء 

كالخبز بالماء مبللْ

وكسوة الحر ِّ 

وشتاء تمسح الخدّين في اللّيلِ 

وشَعرٌ يتوق للمسةٍ بيدين 

كالشمس خصلات تطبع على الجبين، بالقبلِ

 ورائحة الصبا، ضاعت ْ في غياهب القدر، 

 وحديث الحياة يستمر دون وجلِ، 

وهو يحلم كالأتراب، 

 يحلم كالأطفال ِ 

يحلم كالرجالِ 

 كالملاك في غصة الحزن

 وهو يتوسد الأنين 

يتوسد الحجر

 وملامح ٌتبتسم كالغصنِ

 أوراقه الخضراء كالأفنان

 وصوت الفؤاد يرد الصدى

 وهمس الحب أقوى كالجبلِ.

ونظرة العين للسماء تقصف الأرض

 وتنحر قلوب التائهين في متاهات العز والمالِ

 ووخز يدب الأعماق كالإبر

 فمن يدري؟

 لعل الربيع سيأتي ويومض كالزهر ِ

 وأنات تنصهر يوما ذائبة في زوالِ

 فأنت كالفجر.. كالنسيم، كالطير، كاللون الجميلِ

 كالضوء يخطف الظلمة ويقذف بها بعيدا؛ 

 ويرتمي مبتسما ثغره 

وسخرية الشوارع في ازدراء 

لكنك طفل يتوق للعلياء ويرسم الغد جميلا

ويحلم بالورد بالأرض، بالكبرياء.

بأم ٍ، يجثو تحت قدميها 

وأب بقبل جبينه ويغفو للحظة تحت الظل َّ

وبالحرية المفقودة الظلماء