عنترة بن شداد
اللوحة: الفنان البولندي آدم استيكا
زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى
لِمُــتَــيَّمٍ نَــشـوانَ مَـحـلولِ العُـرى
فَـنَهَـضـتُ أَشـكـو مـا لَقـيـتُ لِبُعدِها
فَـتَـنَـفَّسـَت مِـسـكـاً يُـخـالِطُ عَـنـبَـرا
فَـضَـمَـمـتُهـا كَـيـمـا أُقَـبِّلَ ثَـغـرَها
والدَمـعُ مِـن جَـفـنَـيَّ قَـد بَلَّ الثَرى
وَكَـشَـفـتُ بُـرقُـعَهـا فَـأَشـرَقَ وَجـهُهـا
حَـتـى أَعـادَ اللَيـلَ صُـبـحـاً مُـسفِرا
عَــرَبِــيَّةٌ يَهــتَــزُّ ليــنُ قَــوامِهــا
فَــيَـخـالُهُ العُـشّـاقُ رُمـحـاً أَسـمَـرا
مَـــحـــجـــوبَـــةٌ بِــصَــوارِمٍ وَذَوابِــلٍ
سُــمـرٍ وَدونَ خِـبـائِهـا أُسـدُ الشَـرى
يـا عَـبـلَ إِنَّ هَـواكِ قَد جازَ المَدى
وَأَنـا المُـعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى
يـا عَـبـلَ حُـبُّكِ فـي عِظامي مَع دَمي
لَمّـا جَـرَت روحـي بِـجِـسـمـي قَـد جَرى
وَلَقَـد عَـلِقـتُ بِـذَيـلِ مَـن فَـخَـرَت بِهِ
عَـبـسٌ وَسَـيـفُ أَبـيـهِ أَفـنـى حِـمـيَرا
يــا شَــأسُ جِـرنـي مِـن غَـرامٍ قـاتِـلٍ
أَبَــداً أَزيــدُ بِهِ غَــرامـاً مُـسـعَـرا
يــا شَـأسُ لَولا أَنَّ سُـلطـانَ الهَـوى
مـاضـي العَـزيـمَـةِ مـا تَمَلَّكَ عَنتَرا