حنان عبد القادر
اللوحة: الفنان الفلسطيني سليمان منصور
بالأمس
كنت تُحفّظ الأولاد شعرا
من أهازيج الكلام.
عن أغنيات للعصافير الجميلة
حين غنت للسلام
عن سوسنات الصبح
حين يُقبّل الطل المعطر ثغرها
عن حلمك الأبدي
بالشمس الضحوكة
بالحمام
وتظل تحمل سورة العمر النديّ
إلى حقول شعيرنا
زيتوننا المزهو بالأطفال
بالأحجار
بالأيدي الفتية
وأنا
أطالع وجهك الثوري في عجب
ها أنت ذا
وأنا رفيق طفولتك
وجليس مقعدك الذي
باتت تحدثني الهواجس عنكما
يا أنت يا كل الذي
قد بات حلما يرتجى
هل كنتَ طفلا عندما
رشقوا فؤادك بالنبال
هل حدثوك عن القتال؟
عن ساحة الخلد الذكية؟
يا أنت يا كل الذي..
هل أرتدي ثوبك؟
وأقبل الحجر الذي..
ماتت عليه أصابعك؟!
يا صاحبي
غنيت لي أغنية الموت الأبية
وزرعت في قلبي بدمك بندقية
فغزلتُ ثوب شهادتي
أحذو خطاك
يا صاحب الروح النبيّة
ما عاد للأطفال بعدك
غير صخرتك البهية
فدموعنا
صارت عصية.