سعد عبد الرحمن
اللوحة: الفنان المصري مصطفى عمري
يتّسم بالرجولية وليس الرجولة
يصفون الشخص الذي يتسم بمجموعة من الصفات الإيجابية كالجلد والشجاعة والأنفة بالرجولة فيقولون مثلا (يتسم أحمد بالرجولة)، والتعبير في الجملة لا معنى له.. لماذا؟
لأن الرجولة – وهي مصدر سماعي لا فعل له – تعني الذكورة التي هي ضد الأنوثة لذلك فالجملة تعد من قبيل تحصيل الحاصل أي كأنك تقول: يتسم الرجل بأنه رجل.
لذلك إذا أردنا أن نصف شخصا بالصفات المذكورة أن نقول: فلان يتسم بالرجولية أو فلان عنده رجولية أي تتوافر فيه هذه المجموعة من الصفات، فالرجولية مصدر صناعي يعني اكتمال هذه الصفة في الشخص، وصيغة الرجولية شائعة ومعروفة في لهجتنا العامية.
الحمق والخرق
يصفون فلانا بأنه (أحمق) ويصفون آخر بأنه (أخرق) فما الفرق بين الصفتين؟
الأحمق هو فاسد العقل ضعيف التفكير، أما الأخرق فهو من لا يحسن صنع شيء لأنه قليل الحذق والمهارة.
وثمة فرق آخر بين (الحمق) و(الخرق) هو أن الخرق يمكن علاجه أو التخفيف منه بالدربة والمران، بينما الحمق مما يصعب علاجه ولذا يقول الشاعر:
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
وبالمناسبة هناك بقلة في مصر تسمى (الرجلة) واسمها العلميPortulaca Aleracra وفي أرياف وسط الصعيد وأرياف أسيوط على وجه التحديد تسمى (قرلة) بكسر الراء وتشديد اللام، وهي تؤكل نيئة ومطبوخة، هذه البقلة يلقبها العرب بالبقلة الحمقاء على سبيل المجاز، فالحماقة آفة تتعلق بالعقل وليس للرجلة عقل ولكنهم لقبوها بذلك لأنها غالبا ما تنبت في مسايل المياه، فإذا تدفق الماء غزيرا اقتلعها من جذورها.
تكرار وتذكار.. بفتح التاء وليس كسرها
درج أغلب المتكلمين على كسر التاء في أول المصادر التي جاءت على وزن (تفعال) فيقولون: تكرار وتذكار وتسيار بكسر التاء، وهذا غير فصيح.. لماذا؟
لأن كل ما جاء في لغة العرب من المصادر على وزن (تفعال) ينطق بفتح التاء لا كسرها، ما عدا مصدرين فقط هما: (تلقاء وتبيان)، وقد ورد المصدران في القرآن الكريم، الأولى في قوله تعالى من سورة النحل: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)، والثانية في قوله تعالى من سورة الأعراف: (وإذ صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار)، وقوله تعالى من سورة يونس: (وما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي).
أما الكلمات الأخرى من مثل (تمساح وتمثال) وغيرهما فرأي جمهور العلماء أنها أسماء لأشياء وليست مصادر.
حانة الشعراء 