سعد عبد الرحمن
اللوحة: الفنانة الإيرانية هدى قادري
الزَّحلوقة والزُّحليقة
“الزحلوقة” بفتح الزاي اسم في العامية المصرية يطلق في أرياف الصعيد على المكان الزلق بسبب الماء أو غيره، كما يطلقه بعضهم على اللعبة التي يتزحلق عليها الأطفال في الأندية وعلى البلاجات، وهناك من ينطقها بالياء وبضم الزاي فيقول الزحليقة.
وللكلمة أصل في اللغة العربية، فالزحلوقة بضم الزاي هي الأرجوحة التي يلعب عليها الصبيان عند بني تميم، ومن يليهم من هوازن.
البرام
ما زال كثير من أهل القرى في صعيد مصر حتى عهد قريب، يستخدمون أوعية شتى من الفخار، منها ما يطبخ فيه ويسمونه (البرام) بكسر الباء، ويستخدمون وعاء آخر يضعون فيه الماء يسمونه (البرمة) بضم الباء وسكون الراء ويجمعونها على (البرم)، والفرق بين (البرام) في العامية و(البرام) في اللغة الفصيحة أنها في العامية تستخدم بوصفها مفردا وفي الفصيحة تستخدم بوصفها جمعا.
ثقب جمع وليست مفرد
من الأخطاء الفاشية على ألسنة المتكلمين وأقلام الكتاب استخدام كلمة (ثقب) بضم الثاء وسكون القاف على أنها مفرد (ثقوب) وهذا خطأ، لأنها مثل ثقوب جمع وليست مفردا، ومفردها (ثقبة) بضم فسكون، أما مفرد (الثقوب) فهو (الثقب) بفتح فسكون وكلاهما أي (الثقبة) و(الثقب) بمعنى واحد هو الخرق النافذ في الأشياء.
رِغيف ونِحيب بكسر الحرف الأول.. صحيحة
ينطق أهالينا في الوجه البحري وبخاصة أهل القاهرة، كثيرا من الكلمات التي تأتي على وزن (فعيل) مثل (كبير ورغيف وشديد وشريف ونسيم) بكسر الحرف الأول، وقد وجدت أن لذلك أصلا في لغة العرب، فقد كانوا يفعلون ذلك أي يكسرون في نطقهم الحرف الأول من الكلمات التي تأتي على وزن (فعيل)
ولكنهم لا يفعلون ذلك إلا في الكلمات التي يكون الحرف الثاني فيها حرفا من (حروف الحلق) أي التي تخرج حين تنطق من حلق الإنسان، وهي ستة حروف: (الهمزة والحاء والخاء والعين والغين والهاء) مثل: رغيف وشعير وبهيمة ورئيس وبخيت ونحيب.
مَوَّت – يمَوِّت.. فصيحتان
بعضنا يستنكف استخدام كلمات تجري على ألسنة العامة ظنا منه أنها غير فصيحة مثل الفعل “موت يموت” بتشديد الواو ويفضل عليه في الاستخدام “أمات يميت” الذي ورد في القرآن الكريم من مثل قوله تعالى في سورة “النجم”: (وأنه هو أمات وأحيا)، وقوله تعالى أيضا في سورة “الحديد”: (يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير)، والواقع أن الفعلين فصيحان، ولكن “موت” بالتضعيف تدل على تكرار الفعل أو شدته، والشاهد على فصاحة الفعل “موت يموت” الذي يستخدمه العامة قول بشار بن برد:
يموتني شوقي وتحييني المنى
فلا أنا حي في الحياة ولا الردى
وقول تميم بن جميل:
فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة
أذود الردى عنهم وإن مت موتوا
فلا تثريب على المتكلم أو الكاتب أن يستخدم “موت يموت” بتشديد الواو كما يستخدم “أمات يميت“.