اللوحة: الفنان المصري فاروق حسني
لست على ما يرام
ربما ذلك الكابوس الذي طوحني في غابة للضواري
وأنا أتقافز فوق الأشجار مخافة أن أهوي على الأرض
فتمزقني المخالب والأنياب
ربما مناوشات الصبية المشردين
وأنا أدفع عني شراستهم بالمراوغات والابتسام
ربما تجد عزاءك في أن محاولاتك التي باءت بالفشل
لم تكن بيديك
ولا بيد من يمسك الخيوط في حديقة الحيوان
ولا الطائرة التي سقطت دون أن يفجرها إرهابي أو مطب هوائي
فقط ذلك الولد العدواني الذي جز رقبة الخيط
وهوت مضرجة في دماء ركابك
الذين يصرخون من ألم النهاية
في رأسك الذي لا يستوعب الحضور
ولا المعزين الذين توافدوا قبل انتشار الخبر
كأنهم ماتوا من قبل في آلة الزمن الذي يعربد
في عناد صبية طائشين
وكهول عالقين بناصية التاريخ
يتلهون بقضم أعضائهم في لذة وأناة
من يدخل رأسك الآن دون علمك
ومن يعبث في خرائط الجينات
والمشيمة والأعضاء
لا تحدثني عن الفيمتو ولا المامو
ولا عن العدو الذي أوغل في الكريات والدماء
واقرأ الفاتحة على ركاب طائرتك الورقية
والكرات التي استلبها الصبية المشردون
وادخر دموعك المالحة
فقد تحتاجها لغير البكاء.