باسم فرات
اللوحة: الفنان النمساوي غوستاف كليمنت
خُطُواتٌ كَثيرَةٌ تَبِعَتْني
وَأَنا أَلُمُّ النَّدى من كَلِماتِك
وَحينَ أَتْعَبَني الشَّوْقُ
دَخَلْتُ غابَةً
كانَ حَشْدُ رُهبانٍ
يُسَبّحونَ لِشَجَرَةٍ عِملاقَةٍ
حينَ اقْتَرَبْتُ
رأيتُ اسْمَكِ على كُلِّ وَرَقَةٍ فيها
الرُّهبانُ شَقّوا صَدري وَأخْرَجوا صورَتَكِ
سَجَدوا لَها وَراحوا يُنْشِدونَ تَراتيلَ
كُنتُ كَتَبْتُها ذاتَ يَومٍ لَكِ
وَأَنا أَنْظُرُ لِقَلبي
يَتَرَنّحُ بينَ اسْمِكِ وصورَتِكِ
مُردِّدًا كَلِماتِكِ
حتى صارَ نَبيذكِ الْمُشتَهى
وَصِرْتُ قبرًا مُهْمَلاً
يَنْتَحِبُ حَوْلَهُ العُشّاق.
محاولة لاستحضار النسيان
أَحْضَرْتُ آسًا
وَأَشْعَلْتُ شَمعًا،
وَسَبْعَةَ أَعوادِ بَخورٍ،
كَتَبْتُ اسْمَكِ سَبعًا
واسْمَ الْحَنينِ إحدى وَعِشرينَ مَرَّةً،
أَحْرَقْتُها جَميعًا
لكنَّ صَوْتَكِ فاجَأَني.
قـبر العاشـق
هُنا يَرْقُدُ عاشِقٌ
أَجْلَسَ طُفولَتَهُ في المِحْرابِ
وَراحَ يُؤَذِّنُ في المَنائِرِ
أَنْ لا أَحَدَ سِواكِ
تَشَهّدَ باسْمِكِ
وَهُوَ يُلَقّنُ اليَنابيعَ كَيفَ تَسْتَحِمُّ بِعِطْرِكِ
تَجَمْهَرَ الأَطفالُ والعُشّاقُ يَتَمَسَّحونَ بِنَبْضِه
وَحينَ فاضَتْ كَراماتُهُ
أُقيمَ عَلَيْهِ الْحَدّ.