أحمد أيوب
اللوحة: الفنانة اللبنانية هناء عبد الخالق
ماذا سيحصلُ في غدٍ
إن قامت الحربُ؟
أو ضاقت الدرب؟
او صار وجهُ الطفل مجهولاً
يحمي الوجود بلا أب؟
ويقولُ يا أماه قد يأتي غدي
أو ليس لي ربُّ؟
(١)
يطلُ على البحر قلبُ الصبي
يقول لخيمته
لا تنامي فقد نام قبل المغيب أبي
ولم تشرق الشمس كي يستفيق!!
فقومي العبي…
(٢)
يطلُّ على الغيب
يجزع حتى تراه يصيح
على الأمنيات
وقد جاء صوت النحيب
أتبكي فؤادي
وقد غاض قبر الحبيبةِ
حتى ارتوى بالأسى
أيكفيك يا بحر أمي التي
كانت الغدَ يبسم فيما مضى
(٣)
يطل على مهجع الأرض تطوي
جنيناً وطفلاً واماً وشيخاً
أيتسع القبر كل الفضا
أيكفي الشواهد بعض التفاصيل قهراً يرى
نياماً وعزلاً يموتون سهواً
ويجمع طفلٌ هناك البقايا
واجمع طفلاً هنا قد قضى…
(٤)
أفيقوا أفيقوا
ستأتي القنابل
وتأتي القوارب
تأتي السباع
ويأتي الجياع
ويغدو الطريق الى الموت سهلا
دمشق تموت
ألا تسمعون نداء الضحايا؟
نيامٌ سيأتيكمُ بعد بضعِ ليالٍ
عواء الضياع
فلا ترحلوا…
(٥)
وأعلم أن البلاد ضريرة
تقاد قيادَ النعاج الى المذبح
وأعلم ان المسيح لحقٌ
وأعلم ان الحياة قضاءٌ
يسير إليك فكن ملحمي
(٦)
تعلمت قبل الرحيل البكاء
وبعد الغياب
أعد الأصابع كل مساءٍ
فلم يبقَ شيء
قبيل الفناء
سوى بحرُ أمي وشمس أبي
فإياك أن تغدري مقلتي
دعيك من النوم يا خيمتي
دعيك من الصمت
قومي العبي!