اللوحة: الفنان الإثيوبي يوسن
الأمر لا يخلو من الطرافة
وأنت تقارن بين كثير ممن عرفت
ككذبة كبيرة
كفقاعات لا تفتأ أن تنفثئ
كبالونات مغبرة في زقاق معتم
كوجوههم التي طالما كستها ابتسامات بلاستيكية
لست سوداوي النظرة
لكنني فقط
أراهم كثيرا
كيوم طفت الأسماك
في فيلم الفك المفترس
كدراكولا
وفرانكشتين
لكن الأمر لا يخلو من غرابة
وأنت تراهم يصدقون أنفسهم
ويتصرفون كبشر طبيعيين
ربما يعيشون كالنعجة دوللي
التي صدقت أنها نعجة
لكنها في النهاية ماتت
كما سيموت هؤلاء البلاستيكيون
حين تلفظهم البشرية
كنفايات وعوادم
وهي تجدد نفسها
لعصر جديد.
وحدك – إلى محمد مبروك
وحدك
تحمل العالم فوق كتفيك
وتعبر به كل المهالك
بابتسامتك التي تحتوي الكون
وأنت تهز رأسك
واثقا من الوصول
وحدك في “نزف طائرك” الذي عبر بنا
لنصوص بلا ضفاف
رغم “عطش البحر”
وضراوة الصحراء
كنت لنا بوصلة الطقس
ورغيف الغرباء
كنت لنا المد والمدي والمداد
آه يا مبروك
أيها الصامت المضيء
يا “نديم” الروح
وندي شقشقات “الغد” الطموح
وحدك الصادق
المحدِّق كزرقاء
حين يُحدِقُ الخطر
وتدلهم السماء.