هيلويز – للشاعرة التركية لالي مولدور

هيلويز – للشاعرة التركية لالي مولدور

ترجمة خالد النجار

اللوحة: الفنان الروسي مارك شاجال

كان يجب أن تروى بشكل مغاير ذكريات أميرة ساكس

أحسّت مرّة أخرى ذات يوم وبشكل لا يحتمل

بألم يشل الحركة

فجأة انفجرت الريح وأخذت حجما آخر

بدت سوداء متنقلة

بين صرخات النوارس وضباب الغابة

كانت الثلوج تسقط فوق منطقة كاتاي 1

والفراشات البيضاء تنتشر مع حركة الرياح

وكانت هيلويز نائمة محمولة في حلم لانهائي

مدفونة تحت الثلوج..

*** 

في الصباحيات الضبابية الغريبة كما في ليالي الشتاء اللبنية اللون

كانت هيلويز تتقدم في هالة بنفسجية. 

فوق سطح بحر الشمال

شريط منسوج بزهور السوسن

من جليد أسود يتحرك بين ضباب الغابة..

في الصباحيات الضبابية الغريبة كما في ليالي الشتاء اللبنية اللون

على خيط أصوات طفوليّة تصطدم بالصقيع

كانت هيلويز تتقدّم شنيعة مثل البورسلان

ورغم السنون التي لا تمرّ

لنقل العام الذي لا يمرّ..

وهيلويز ماتزال تعرض يديها اللتين من كريستال.

*** 

في الصباحيات الضبابية الغريبة كما في ليالي الشتاء اللبنية اللون

على خيط أصوات طفليّة تصطدم بالصقيع

كانت هيلويز تتقدم فوق صفحة بحر الشمال

كانت هناك شمس من الساتان الأسود وتلك الآلهة

التي لا يكف الأطفال الضائعون عن البكاء لعودتها

في الصباحيات الضبابية الغريبة كما في ليالي الشتاء اللبنية اللون

كانت هيلوبز تتقدّم في نفس الوقت ونفس الأماكن

وعلى سطح بحر الشمال شمس من شمع.

وعلى صخرة بيضاء كتب اسم مجهول..

كان البجع الأرجوانيّ سجينا مع أناشيده

في غرفة تشتعل فيها مصابيح ليلية موديل آر نوفو

يكتسي لباسا ليليا من لآلئ سائلة

واذ يمر من أمام المرآة تتكرر صورته

وريح الشمال تكنس هنا وهناك ندف الصوف إلى الداخل

وفي وسط الغرفة بالضبط امرأة من رخام مسجاة

وسط زهور الليلك الأبيض والدفلى

وقد توزعت نقاط التقسيم إلى ثلاث

عبر الرقبة وعبر الحزام. 

كانت تصغي لأناشيد الأطفال

الحلوة في أعماق الليل.

منتزعة ملابسها الليلية استلقت فوق الرزّ

جامدة مثل زنبق الماء.. هيلويز..

عندما تربطه بماضيها

ينبثق من عينيها البنفسجيتين بريق

وسبعة خواتم من الياقوت الأزرق تغلق الحجرة.

*** 

ذات يوم وسط طحالب بحر سرقسطة

امرأة تركت نفسها لحركة الماء وغرقت

بين الطحالب وقنافذ البحر والكتل الصخريّة

وفي التيارات تحت المائيّة يمضي الزمن مثل سحلية..

وهيلويز موشومة بحرف في لوح كتفها..

تعبر البحر في دخيلتها.. 

والنهاية تقترب مثل توليب البحار

قبعة فولاذية تجثم على الرّأس ووجهها ملوث بالزبد

تدفع يديها ذات اللون الأزرق البترولي لتضع الخاتم في إصبعها..

وبضع فراشات ذهبية بلون الرصاص والقسطل تطير في دوائر.


لالي مولدور شاعرة تركية، ولدت في عام 1956 في مدينة أيدين، درست في فرنسا وإنكلترا وأميركا، بدأت بالهندسة ثم انتقلت إلى الآداب، وعاشت في بروكسل بعد زواجها من الرسام البلجيكي باتريك جاكار، ثم عادت إلى تركيا عام ١٩٨٦. تعتبر لالي من أهم أصوات الشعر التركي الحديث. 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s