اللوحة: الفنانة السورية ريما الزعبي
أزدرد خيبتي
ولعثماتي في البوح حين ألقاك
علي سلم الحافلة
لم تكن زفرة التياع
من رحلة طالت،
وعمر طوته الأعاصير
ولا خوفا من مارد تحت الرماد
لا يزال في الجسد المثخن الجراح
كان ثمة طفل عجوز شقي
يعربد في قفصي الصدري
يطوع الحروف والكلمات
في دوي الصمت
ونقر الأصابع
وكهرباء العيون.
عزف
قلبي مفتوح الأبواب علي مصراعيه
لا يرد في وجه أحد
حتى الأجلاف وغلاظ الأفئدة
والسحنات الجهمة
يتواشج فيه السوقة والوجهاء
في لحمة وجين
لا حجاب أو حراس أو متاريس
لا بلاط أو مراسم
لا أخدان أو غلمان
لا وصيفات
لا مصففات شعر
أو مقلمات للأظافر
لا ظلم اليوم
لا ظلمات
لا وقت للحداد
ولا حادي للعيس
والمفازات منازل ومحفات
والخرائط في الرأس
عزف وتوقيع
وابتهالات وصلوات العشق
وانتصار الحياة.
كان قلبي الجريح
لم يكن صمتنا الذي طال
ولا نقر الأصابع فوق طاولة الانتظار
ولا دمعة تحجرت
كسؤال معلق في التيه
ولا تلك الأكف التي تودع المسافرين
في عصبية واحتشاد
كان قلبي الذي
سحقته عجلات القطار
كنت أتخبط في نهر الشارع
تدفعني موجة للرصيف
وتقصيني العيون والأكتاف
كان ثمة خيط
بين السماء الأرض
يعصمني من الغرق
لم يكن “طوفان نوح”
لكنه كان قلبي الجريح.