ما أفسدته الشواعرُ

ما أفسدته الشواعرُ

محمود عبد الصمد زكريا

اللوحة: الفنانة الإيرانية هدى قادري

صارَ يصنع 

من عَرَق ِ الكلمات ِ القصائدَ.

ينضجها على شغب ٍ ساخن ٍ 

صارَ يعرفُ..

 كيف يُدجِّج ُفوهة َ الصمت ِ 

بالانفعال ِ الشديد ِ..

ويعرف.. 

 كيف يضم غضاريفَهُ

ليفسحَ فيها مجالا ً

لضحكته الساخرة ْ..

ويبدي احتراماً شديداً 

لعظم التراث ِ..

ويصلح ما أفسدته الشواعرُ..

إن الشواعرَ 

يا طالما يجترئن على النحو ِ؛ والصرف ِ 

يبدين ما لا يُحِبُّ الخليلُ بن أحمدَ.

ينثر عطرَ الرجولة ِ 

فوقَ الجميلاتِ منهن..

لماذا الشواعرُ ليس بهن جميلاتُ 

        –  إلا قليلا؟ –

هذا السؤالُ يلح عليه كثيراً

تلك القصيدة ُ تلبس باروكة ً..

كي تفجِرَ فيه الحماسَ الشديدَ

ليفرغ َ فيها رصاصَ مسدسه الرؤيوي..

هل ستشهر صلعتهَا 

حين تملأ جرَّتها 

من خليج ِ التفاعيل ِ؟

أم أنها سوف تخلع بنطالَها (الأستريتش)

وتمحو خيوطاً من الفطرِ تنمو عليه؟

ربما تتخلي عن الِشعرِ والشعراء

حين تهيئ متكئاً لولبياً

لمن يطلب الحرثَ ليلاً 

وتوقن أن مسافدةَ الفن 

محض ُافتراء ْ.

انه الآن.. 

يمسح عنها غبارَ التلعثم 

يرتق بعضَ ثقوب ِ البلاغة 

ثم يضمُّ جناحَيه

حتى يُرمِّمَ بعض شروخ ِ الخيال ِ 

أيصبحُ مُتهماً بالتسرع ِ؛ والعنف ِ..؟!!

كيف إذنْ يفسحون المجال َ

ليبحث َعن نفسِهِ بين تلك الأصابع ِ؟

والشِعرُ … مثل الهواءْ.!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s