بن يونس ماجن
اللوحة: الفنان الروسي مارك شاجال
كل شيء على ما يرام
وما زلنا نموت من الظمأ
رغم أن سرابنا
يمطر سخاء
ورذاذه يتحلى بلون المطر
نتناحر على جرعة ماء
ما لشمسنا إذن تنزف أصيلا
داكن السمرة.
حتى حبال الغسيل
تشهد على عفونتنا
ويزعجنا طنين النحل
كلما استولينا على خليته
ونضع كل وعودنا الفارغة
على طبق من حديد صدئ.
نحمل توابيتنا
وأكياس حفظ جثثنا
على متن طائرة ورقية
تتطاير مع عاصفة غادرة
ما أروعنا حين نندد بجميع أنواع الإرهاب
ونتجاهل جارة السوء
دويلة الشر التي تربض أمام أعتابنا
ونصمت أمام صراخ الأفيال
وعويل الرياح
ونعيق الغربان
ونعقد صفقات مع أشباح لا تشبهننا
ونسهب في الصمت
كأننا مجانين في ضريح مهجور.
من أقصى الطوفان
نتسابق فوق صهيل البرق
ونسامر الرعد فوق فوهة بركان أليف
وتشاكسنا رياح الغضب
وتسخر من جبننا
فزاعات السنابل العجاف.
مشانقنا تتلهف على الرقاب
كم من مرة
بترنا الغصن الذي نجلس عليه
وكلما أصابنا الجنون
نصوب رصاصة الغدر إلى صدورنا
في أوطاننا نشتكي من رداءة الطقس
ونرتدي قميصا بلا أزرار
فتنكشف سوءاتنا
ثم نحلم بالفواكه المحرمة.
ونمشي في الاتجاه المعاكس
نحمل رايات سود
ثم نختفي وراء خفافيش الظلام.
لحدود كتابة هذه الأسطر
ما زلنا نحمل نعوشنا على أكتافنا
ونتأبط أكفاننا
وحين تزل الأقدام
نحفر قبورنا بأظافرنا
وعندما نبكي
يهز العالم كتفيه بلا مبالاة
لقد تغير كل شيء في أعيننا
آه كم توسلنا
حتى فقدنا كبرياءنا.
المهمة ليست سهلة
صارت أثقل من دائرة مغلقة
فوق صفيح ساخن
نحن في حاجة قصوى
إلى زوبعة في فنجان
ولعبة الروليت الروسية
آه! كم كنا نسامرالنكسة المستمرة
على شمعة هزائمنا المتتوالية.