اللوحة: الفنان الفرنسي إدوارد مانيه
ببساطة
قال لي شيطاني بعدما نزل من على أذنيّ يائسًا من وسوسته طوال ليلة كاملة: يا هذا, ألازمك منذ سنوات بعيدة لكني أعترف أنني فشلت معك! ثم أكمل وهو يشبك أصابع يديه في بعضهما: غير أن هزيمتي لا ترجع لقوة إيمانك فأنت أقرب إلى الشك في كل شيء, ولا إلى جهادك ضدي فعزيمتك خائرة دائمًا. ولا يعود فشلي معك لضعف صبري عليك ولا لفتور همّتي ناحيتك, لكن.. لا أخفيك أنني لا أعرف سببًا منطقيًّا لما حدث!. على رغم أنك ضعيف واهن تقاذفك الأنواء والريبة من كل حدب.
قاطعته بسرعة حتى لا يسترسل في هفواته, قلت: الأمر شديد البساطة, الحياة أثمن من أن تهدرها في وسوسة لا تجدي نفعًا, فأنا رهان خائب لحق بك, قسمة ظالمة ألقاها سيدك بحِجرك.
حتى يستقيم الظل
لا أعلم ما يغضبك هكذا يا سيدتي!, فالعهد بيننا قائم منذ أن تعارفنا, أن تشاركيني فرحتي ومسرّاتي فقط, عدا ذلك عليكِ أن تتنحّى جانبًا, فأنا لا أريد من ينغمس معي في حزني, أجد متعة كبيرة أن أغوص بمفردي في وحدتي وأن أتناول كأسي المترعة بهمومي. لمَ إذن غضبتك هذه؟
أريدكِ أن تُقبلي عليّ حينما تعطيني الدنيا وجهها, غير ذلك, رجاء ارحلي حينما تنحدر شمسي إلى مغربها الأزلي، فأنا يا سيدتي, صنف من بشر, خُلق وحده, يعيش بمفرده ويجد لذة في ذك, سيرحل يومًا سواء طال مجيئه أو قرًب من دونكِ, فلمَ تقضّين مضجعي, لمَ تخايلنني بطيفكِ هكذا, فلا يستقيم ظلّ أمامي أو خلفي!
حانة الشعراء 