عزت الطيري
اللوحة: الفنان الإيراني جواد سليمان بور
كانت تبيعُ الضوءَ في القُرى
تبيعُ للبناتِ حلمهنَّ بالعريسِ،
والحنَّاءَ
والأساورَ اللجينِ
والخَزفْ
تبيعُ للنساءَ
كحلهنَّ
عطرهنَّ
والمناديلَ التي تنامُ فوقَ خصلةٍ
تثاءبت على الجبينْ
تبيعُ للرجالْ غصةً..
ودمعةً
وفرحةً!
إذا تبسَّمَتْ
وبالغتْ
في نظرةِ التَرَفْ
كانت إذا تمرُّ تطلعُ الشموسُ
من دثارها
ويخرجُ الزمانُ والمكانُ للحقولْ
فتنبت الأقماحُ والبقولْ
ويزدهى البستانُ
بالرمَّانِ والعُنّابِ والعِنبْ
ويبدأ النخيلُ رحلةً
لموسمِ الُّرطَبْ
وترقصُ الحماماتُ التي….
على غصونِ عُرسها
وتبدأ الغناءَ والهديلَ
في مطالعِ الندى
ويستردُّ عافياتهِ المد…
سُدى.. سُدى
تضيعُ فرحة القرى
ولمْ تقم من نومها الشموس
لم يزلْ في غَيَهِ الكرى
ولمْ.. ولمْ
وعندما تساءلَ الصبىُّ
عن روائح الريحانِ
حينما اختفتْ
من الطريقِ،
واشتهى الفتى صباحَها
وأطرقَ الرجالُ
واستبدَّت في عيونهم
ضراوة الشجن
وهللتْ نساؤنا وزغردتْ
وكسَّرتْ أوانىَ الفخارِ
خلفَ نعشها
أدركتُ أنَّها…
رائع كعادتك يا صديقي
إعجابإعجاب