باسم فرات
اللوحة: الفنان السوري حمود شنتوت
جَنّـاتُ قُبَـل
سَرَقْتُكِ من ذاكِرَتي
وَعِثْتُ هُيامًا في طَيفِكِ
طِفْلٌ يَدلُقُ الْجِرَاحَ عَلى نَفسِهِ
وَيُغَطّيها بِالأَملاح
حاوَلْتُ الهَرَبَ مِنكِ
وَفي كُلِّ مَرَّةٍ أَجِدُني أسْتَعينُ بِكِ عَلَيَّ
عَلى نَزَقي
وَهُوَ يُفَتِّشُ في الغاباتِ
عَنْ طُيورٍ هِيَ أَيْضًا
حاوَلَتِ الهَرَبَ مِن جَموحِ أُنوثَتِكِ
في دَوّامَةِ هُيامي بِكِ
صِرْتُ أُقَشِّرُ جُنوني عَلى المارَّةِ
أَدُلُّ الحَمامَةَ على ابتِسامَتِكِ
لِتَعودَ وَتُخْبِرَ الناجينَ أَنَّ حَياةً هُنا
تَتَنَزَّهُ بَين شَفَتَيْنِ
وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنينَ بِها
جَنّاتٍ تَجْري فيها القُبَل.
صبَـوتُ
مَلِلْتُ حَياتي،
لأَخْرُجَ بَعيدًا عنها قُلتُ،
فاجَأَني الطَّريقُ بِحَشْدِ مُظاهَرَةٍ
يَقودُها الياسمينُ
راجِيًا أَنْ يَغْتَسِلَ بِأَنْفاسِكِ
تَقافَزَ شَهيقُكِ أَمامي
فَاخْتَنَقْتُ بِنَبْضِكِ
أَشجاري تَغفو عِندَ ظِلالِ عِطرِكِ،
وَرَبيعُكِ يَدُلُّ اليَنابيعَ على أيامي
خُذي بِخُطُواتي
نَحْوَ ضَلالاتِ حُبِّكِ لأَصْبو.