سعد عبد الرحمن
اللوحة: الفنانة الإيرانية هدى قادي
مقال ومقالة يجمعان على مقالات، وموضوع وموضوعة يجمعان على موضوعات (وكل جمع في اللغة العربية مؤنث بخلاف جمع المذكر السالم)، وقد جاء في حاشية الصبان منسوبا إلى الزمخشري قوله:
إن قومي تجمعوا
وبقتلي تحدثوا
لا أبالي بجمعهم
كل جمع مؤنث
ولذلك يجوز أن تقول ثلاثة مقالات باعتبار أن المفرد مقال وثلاث مقالات باعتبار أن المفرد مقالة، وبضعة موضوعات باعتبار أن المفرد موضوع وبضع موضوعات باعتبار ان المفرد موضوعة، وقس على ذلك في كل ما يشبه مقال ومقالة وموضوع وموضوعة، مثل مؤلف ومؤلفة ومصنف ومصنفة وقصيد وقصيدة وغيرها، فالاعتبار في الكلام دائما للمعنى المراد، والدليل على ذلك ما جاء في “البحر المحيط” لأبي حيان الغرناطي، وهو أن أعرابيا قال: إن فلانا لغوب (أي أحمق) جاءته كتابي فاحتقرها، فلما سئل: كيف تقول ذلك؟ (استنكارا لتأنيثه الفعل بالرغم من أن الفاعل في الجملة مذكر وظاهر غير مضمر) قال: أليس الكتاب بصحيفة؟ وتفسير ذلك انه أنث الفعل بناء على معنى الكتاب لا على لفظه، وعلى غرار ذلك أيضا جاء قول الراجز القديم: وزقت الديك بصوت زقا، فقد ألحق الراجز تاء التأنيث بالفعل زق رغم أن الفاعل في الجملة مذكر ظاهر غير مضمر، وفعل الراجز ذلك لا بناء على اللفظ بل على المعنى، وهو أن الديك مجرد دجاجة من الدجاج.
تاء التأنيث تلحق الصفات للمبالغة
تلحق التاء المربوطة (وتنطق هاء عند الوقوف عليها بالسكون) كثيرا من الأسماء لتبيان أنها أسماء مؤنثة، كفاطمة ورقية وغزالة وزرافة وحمامة (تأنيث حقيقي) وكراسة وورقة وحكمة وكلمة (تأنيث مجازي)، وتسمى التاء في كليهما (المؤنث الحقيقي والمؤنث المجازي) بتاء التأنيث.
ولكن هذه التاء إذا لحقت الصفات لا تلحقها لتبيان أنها مؤنثة، وإنما تلحقها لتكثير الصفة، أي للمبالغة مثل: نابغة (أي شديد النبوغ) وداهية (أي شديد الدهاء) وعلامة وفهامة (أي كثير العلم وكثير الفهم) وهمزة ولمزة (أي كثير الهمز و كثير اللمز) وهكذا.
أهدى إلي.. وليس أهداني
يقولون ويكتبون: (هذا ينم عن سوء نية)، و(أهداني أبي كتابا).
والصواب أن نقول ونكتب: (هذا ينم على سوء نية) لأن الفعل (نم) يتعدى بالحرف (على) وليس (عن)، و(أهدى إلي أبي كتابا) لأن الفعل (أهدى) لا يتعدى بنفسه وإنما يتعدى بالحرف (إلى).
متميز يا أستاذنا .. زدنا بالله عليك بارك الله فيك .
إعجابإعجاب