محمود عبد الصمد زكريا
اللوحة: الفنان الألماني أوتو ديكس
– إلي أين يأخذك الوقتُ يا سيدي ؟
/ إلى ورق ٍ يابس ٍ
وزفير ٍ عليلْ.
– أمَا من سرير ٍ مُريح ٍ تحِنُّ إليه ؟
/ هنالك في آخر ِ الأفق ِ
لي سِدرةٌ
سوف آوي إليها إذا ما تعبتُ ..
وظلٌ لديَّ بكل ِ جدار ٍ ظليلْ.
– وماذا ترى في الجوار ِ ؟
/ بقايا متاع ٍ
زخارفَ من تالف القول ِ
لا شئ من تحتها
غير زاد قليلْ.
– وماذا عن الشعر ِ يا سيدي؟
راح يفرك كفيه في حسرة ٍ؛ ويتمتم
ثم تهدهد بالقول ِ؛ قالَ:
/ إنه عبثٌ ملغزٌ
ضيّع الحلم في الوهم ِ
لا سبيلَ إلى الفن ِ إلا الجنونْ.
لم يكن من سبيل ٍ
ولا من دليل ٍ
سوي أن نكون
وألاَّ نخون ْ
ربّما أن نجنَ
هو المدخلُ المنطقي إلى المشتهي
هو الهربُ المنطقي
إلي عالم ٍ من حنينْ.
– ما الذي سوف يبقي لنا
بعد أن ننفق العُمرَ في الفن ِ؟
/ ليس سوى وهج ٍ عابر ٍ
وظلال ٍ من الظن ِ
وتعزية ٍ فجة ٍ..
وذبول ٍ جميلْ .
– وماذا عن الحب ِ يا سيدي؟
راح يكبح في نفسه رغبة ً في التكتم ِ
أو في العويل:
/ الفتاة ُ التي قبلتني علي ساحل ِ الفن ِ
في أوّل ِ العمر ِ
ظلت معي ..
وكم من نساء ٍ أتين
مضين
ولم يبق منهن شئ ٌ ..
ولكنها فوق أرجوحة ِ الحلم ِ
ظلت ترتب لي عرشَ بيت ٍ
وتفرشُ ظِلاّ
وتزرع بالحب ِزهراتها ..
الفتاة ُ التي في الخيال ِ
تظلُ فتاة ً ..
بينما يهرم الكلُ شيئا ً؛ فشيئا ً
إنها السحرُ
قُلْ؛ والجنون ْ
يخون الجميعُ
ولكنها لا تخونْ.
إنها الهربُ المستمر إلي قمر ِ العمر ِ
هذا الهروبُ الذي لا يعرف الخوفَ
من أن تكونَ
وألاّ تكونْ.
– قد يقالُ: ظلالٌ من الظنّ ِ
والوهم
/ لا بأسَ ..
إذن ..
ليس أجملُ منكَ
سوي أن تَخُشّ َ إليكَ!!
– وهذا جنونٌ أليفٌ
فلا تخش منه على الآخرينْ.
وافر الشكر والامتنان والتقدير والاحترام لأسرة تحرير حانة الشعراء .
إعجابإعجاب
كل التقدير
إعجابإعجاب