فائدة لغوية

فائدة لغوية

سعد عبد الرحمن

اللوحة: الفنان السوري محمد غنوم

اللت والعجن 

اللت في اللغة أصله خلط الدقيق بالماء وأما العجن فهو تكرار الخلط مع التقليب للحصول على قوام العجين المناسب لنوع الخبز الذي سيصنع منه.

وفي لهجتنا الدارجة نقول: “فلان بيلت ويعجن” كناية عن أنه شخص ثرثار يكثر من تكرار ما يقوله من الكلام، ونقول أيضا: “فلان لتة من عجينة” كناية عن أنه شخص تتمثل في أخلاقه وسلوكياته كل سمات أبويه.

تفرّق وافترق وعيّل

(تفرق) و(افترق) الكلمتان معناهما العام واحد ولكن تستخدم (تفرق) فيما يتعلق بالأجسام، تقول: تفرق القوم وتفرق الأصحاب وتفرقت الجماعة، أما (افترق) فتستخدم فيما يتعلق بالمعاني، تقول: افترقت الآراء وافترقت الحظوظ وافترقت الأمور.

(عيِّل) بشدة وكسرة على الياء هي مفرد (عيال) كما تستخدم في اللهجة العامية و لكنها لا تعني (الصغار) وإنما تعني كل من تعولهم كبارا كانوا أم صغارا، من أهلك أو من غير اهلك.

المُحسّ وليس المحسوس

من الغريب أن نجد خطأ شائعا ولكن شيوعه ليس في أوساط الناس العاديين فقط، بل في أوساط كبار الأدباء والكتاب، وشيوعه على الألسنة والأقلام ليس حديثا بل قديم على الرغم من أنه خطأ يخالف قاعدة صرفية بسيطة، وأغلب الناس يعرفونها، وهي كيفية صياغة اسم المفعول من الفعلين الثلاثي والرباعي: فإذا كان الفعل ثلاثيا صيغ اسم المفعول على وزن مفعول ككتب مكتوب وقرأ مقروء ونظر منظور .. إلخ، وإذا كان الفعل رباعيا صيغ اسم المفعول على وزن المضارع مع ضم أوله وفتح ما قبل آخره كأحضر محضر وأكرم مكرم وأعطى معطي.. إلخ.

والخطأ الذي أقصده ويقع فيه كبار الكتاب والأدباء في أحاديثهم وكتاباتهم هو اسم المفعول من الفعل (أحس) التي مصدرها (حس) بكسر الحاء بمعنى شعور وإدراك، فدائما تجدهم يقولون ويكتبون: الأمر المحسوس والأشياء المحسوسة والمحسوسات بينما الصواب الأمر المُحس والأشياء المُحسة والمحسات أما المحسوس والمحسوسة والمحسوسات فهي أسماء مفعول صيغت من الفعل الثلاثي (حس) التي مصدرها (حس) بفتح الحاء وله معنى يختلف تماما عن معنى أحس فحس معناه قتل والمحسوس هو المقتول والمحسوسة اي المقتولة والمحسوسات هم المقتولات.

وقد نبه إلى هذا الخطأ الشائع والقديم في شيوعه كما أشرت موفق الدين أبو محمد بن عبد اللطيف البغدادي (555 – 629 ه‍) في كتابه “ذيل فصيح ثعلب”، الذي اضاف فيه إلى ما ورد بكتاب ثعلب كثيرا من أخطاء المتكلمين والكتاب فقال: “قول المتكلمين هذه المحسوسات خطأ والصواب المحسات لأنه يقال أحسست الشيء أي أدركته فأما المحسوس فهو المقتول من حسه إذا قتله”.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s