منافي – للشاعر المكسيكي روخيليو غِدِيا 

منافي – للشاعر المكسيكي روخيليو غِدِيا 

ترجمة: مها عطفة

اللوحة: الفنان الإنجليزي كونروي مادوكس

أتصوّر قدميَّ بلداً أجهله

يديَّ جزيرتين

ركبتيّ مدينةً قصيّةً ووحيدة،

أفكر بكتفيّ أو بعنقي، وعدمي

بالمسافة بين أذنيّ،

بالكيلومترات التي عليّ أن أقطعها كي أصل إلى قلبي

بقرى ظهري، بمطاراتي،

بقطاراتي، أفكّر بشفتيّ الشتويتين،

بمحجريّ الخريفيين، بجلدي القاسي،

محبوساً بين أربعة جدران، أنظر إلى المدار الغائب.

ممزّقةٌ أصياف الأورغواي،

عتمة فوق أخرى.

أتصوّر قدميَّ أحياناً أرضاً غريبة،

ساحةً تغصّ بأناسٍ مجهولين، لغةً

لا ينطقها أحد، أفكّر بكتفيّ أو برقبتي،

بأذنيّ وبظهري،

بجلدي القاسي الغريب الذي

بلا هوية،

الذي لا يكاد يشكّل طيفاً.

تساؤلات

ماذا لو بقيتُ دون اليد التي تؤلّف

هذه القصيدة، هل أستطيع أن أكتب

هذه القصيدة أيضاً؟ وهل أقدرُ أيضاً أن أكتب

على اليد التي تكتبها؟

تلك هي المسألة: ماذا لو بقيت دون بلادي،

هل ستتمكنُ اليد التي لم أملكها أن تكتب بلادي؟

أن تحصي شوارعها؟ هل سأفعل الشيء نفسه مع

زواياها؟ أن أسجّل ما وُلِدَ

أو مات توّاً: شجرةً مثلاً، أو جدتي التي ماتت قبل ولادتي بيومين؟

هل ستحتفظ اليدُ التي بلا بلاد في قلبها بالنساء اللواتي عشقتهن؟

وهل بقائي بلا امرأة أحببتها

يعني بقائي بلا حب؟ وهل يختلف الأمر

حين تنسينني يا حبيبتي؟

هل لأجلك أنا منسيُّ تلك الشوارع أو الخرائط؟

وماذا عن هذه اليد التي

تكتب اسمك رغماً عني،

معك بلا كَلَل؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s