أُخوة بضم الألف وكسرها

ظللت لسنوات طويلة أخطئ من يجمع كلمة “أخ” على ” أخوة ” بضم الهمزة فقد كنت أعتقد أن الصواب هو جمعها على “إخوة” بكسر الهمزة كما جاءت في بضعة شواهد من القرآن الكريم وعشرات الشواهد من الشعر القديم – و يشاركني اعتقادي كثيرون ممن لهم علاقة وثيقة باللغة – حتى اكتشفت منذ فترة قريبة أني مخطئ وذلك حين قرأت ما جاء بلسان العرب لابن منظور في مادة “أخا وأخو” – وهما لغتان في “الأخ” بمعنى الأخ من النسب أو بمعنى الصاحب – أن الفراء جمعها على “أخوة” بضم الهمزة، ويقول ابن منظور أيضا: والجمع من كل ذلك: أخون و آخاء وإخوان بكسر الهمزة وأخوان بضمها وإخوة بالكسر وأخوة بالضم، وأردف قائلا: هذا قول أهل اللغة، و لم ينس أن يشير إلى انفراد سيبويه وحده برأيه في أن “أخوة” بالضم اسم جمع و ليس جمعا.

إسماعيل وإسماعين

 ينطق العامة “إسماعيل” هكذا “إسماعين” فيبدلون النون باللام، ويستهجن بعضنا ذلك ظنا منه أنه خطأ، والأمر في الواقع غير ذلك فالكلمتان صحيحتان ولذلك قال اللغويون قديما: اللام والنون تتعاقبان على لفظ واحد وهما صنوان، يقول الشاعر:

قالت جواري الحي لما جينا

هذا ورب البيت إسماعينا

فلا بأس أن ينطق الناطق أو يكتب الكاتب “إسماعين” بدل “إسماعيل”.

اسم الفاعل بصيغة اسم المفعول

يأتي اسم الفاعل أحيانا بصيغة اسم المفعول – في سياق ما يعرف في اللغة بالتناوب الدلالي بين بعض الصيغ الصرفية – ومنه قوله تعالى: (إنه كان وعده مأتيا) ف (مأتيا) اسم مفعول ولكنه هنا يعنى (آتيا)، وقوله تعالى: (جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) مستورا هنا أي ساترا.

وأحيانا أيضا يحدث العكس فيأتي اسم المفعول بصيغة اسم الفاعل ومنه قوله تعالى: (خلق من ماء دافق) ف (دافق) اسم فاعل ولكنه هنا يعنى (مدفوقا)، ومنه قوله تعالى: (أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا) آمنا هنا أي مأمونا، ومنه قوله تعالى: (لا عاصم اليوم من أمر الله) عاصم هنا أي معصوم، ومنه قوله تعالى: (فهو في عيشة راضية) راضية هنا أي مرضية، ومنه قول الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

الطاعم الكاسي هنا أي المطعوم المكسو.