باسم فرات
اللوحة: الفنانة الكويتية سوزان بشناق
وَأَنتِ تُرينَ حَفيداتِكِ هذا الكتابَ
تَتَباهينَ بإهدائي الْمُمَيَّزِ،
وَأَنَّ قَصائدَهُ مَنقوعَةٌ بِعِطْرِكِ
تَحْمَرُّ وَجنَتاكِ تَبَخْتُرًا
حيثُ تَلْهَثُ أَنفاسي فيهِ، تُحاوِلُ اللَّحاقَ بِشَغَفي
وَيَتَقَدَّمُ الصِّبا فيكِ
مُبْعِدًا شَيْخوخَةً خَجولَةً
تَسَلَّلَتْ فَزادَتْكِ أَلَقًا
ابْتِسامَة تشعُّ حُبورًا، أَنَّهُ يَتَنَفَّسُكِ حَتّى بِهَذَيانِهِ
هكَذا عَنْوَنَ قَصيدَتَهُ الأَخيرَة
وَمَعَ تَنهيدَتِكِ
رِجالُ البَلَدِيَّةِ يَعْثُرونَ عَلى جُثَّةٍ في رُكْنٍ مُهْمَلٍ مِنَ الْمَدينَةِ
عَلى شاهِدَةِ القَبْرِ سَيَكْتُبونَ:
هُنا يَرْقُدُ شاعِرٌ تَفَرَّدَ بشِعْرِهِ وَحَياتِهِ.. وَإلى آخِرِهِ
تُغْلِقينَ الكِتابَ فَيُهيلونَ التُّرابَ عَليهِ.
أنـوثة
بينما يَتَسامى دُخانُ السيجارَةِ
تَلتَفُّ ذَراعَايَ حَولَ خَصْرِكِ
أُنوثَتُكِ تُشْعِلُ بَخُورَ النَّجْوى
تَذوبُ السيجارَةُ في فَمِكِ
قَصيدَةٌ اسْتَباحَت شاعِرَها
وَتَذوبينَ قِطْعَةَ سُكَّرٍ في قُبُلاتي
يَهْرُبُ أَثَرُ الدُّخانِ مُتَوارِيًا
خَلْفَ حُزْني
فَتَكْتَوي رُجولَتي بالآه.
صــلاة
سأزَيّنُ تلكَ اللَّحَظاتِ
حيثُ رَنَّ صَوتُكِ في رُوحي
أَرُشُّ عليها ماءَ الوردِ
وأُطْعِمُها عُشْبةَ الآلِهَةِ
كُلَّ يومٍ أُصَلّي لَهَا
وأُشْعِلُ الشُّموعَ
أَحْرِقُ البَخورَ عندَ عَتَبَتِها
كي لا تَرحلَ أيضًا.