(١)

في ظلمة الديجور

أدون كل حشرجة نملة

داستها باب زنزانتي

وأسجل نزواتي

في أوراق ذابلة

طالما انتظرت خريف المنفى

(٢)

أنا لست شاعرا

ولكن كل ممكن ممكن

فكرت يوما أن أكتب قصيدة

عن شواهد مقبرة حيينا

فلم أجد غير الأحياء

في بيوت غير مسكونة

(٣)

إذا لم يكن بمقدوري

أن أتفادى اللقاحات

فسأبتكر فيروسا يحمل اسمي

وسأعقم كل أطرافي وأعضائي

وسأصرخ في وجه العالم:

أنا معقم إذن أنا حي يرزق

(٤)

منذ ذلك الوقت

ولغاية الآن

وأنا أحسس نبض الأشياء

وسوف أظل أتهجى اسم القرابين

التي وهبتها إلي مرآة جدتي المكسورة

(٥)

ثم قلت لنفسي:

ليس بالعمامة ولا بالنقاب

ولا بثوب الراهب

تقاس جودة النسيج

(٦)

هكذا حدثتني المرآة المضببة

بكل جلاء ووضوح

فهي التي في كل صباح

تعكس وجهي البوهيمي

وعندما أحدق فيها مليا

أرى وجهين غير متشابهين

(٧)

ما زال ثمة وطن منهوب

يحتضر

على قارعة خريطة منسية

صبوا عليها النفط والملح

وأتساءل:

لماذا حشائش الحقول

لا تبتسم لفصل الشتاء

رغم أنها ما زالت 

على قيد الحياة

(٨)

بين الفينة والفينة

يرفس الحمار المضطهد

الذبابة الرابضة في ذيله

(٩)

أنظمة الغرب

تتصنع حضانة الديموقراطية

ولا ترى إرهاب الآخرين

إلا من خلال زاوية 360 درجة

(١٠)

قيل لي يوما:

يا صاح!!

قصائدك جيدة

ولكن لا تجعلك شاعرا

أنت تلعب بأوراق الحظ

ثم تنام على طاولة القمار

كمن لا جفن له.