سعد عبد الرحمن
اللوحة: الفنان السوري خالد الساعي
الكلمة الفصيحة مقابل الأجنبية والعامية
في عام 1910 شكل “نادي مدرسة دار العلوم” لجنة من أعضائه وأناط بها مهمة اقتراح كلمات عربية فصيحة تستعمل مقابلا للكلمات الأجنبية والعامية التي تشيع على ألسنة المتحدثين وأقلام كثير من الكتاب، وكانت الصحف والمجلات تبادر كل حين بنشر ما أنجزته اللجنة في هذا السياق، وبعض ما اقترحته اللجنة من الكلمات الفصيحة نجح وسار على ألسنة الناس متحدثين وكتابا مثل كلمة (أوتومبيل) التي أقرت اللجنة استخدام كثير من الكتاب ككلمة (سيارة) مقابلا فصيحا لها، وكلمة (أكسبريس) التي أقرت اللجنة بدلا منها (قطار سريع) وقالت إنه يمكن الاكتفاء بالصفة دون الموصوف فيقال (سريع) فقط، وكلمة (ترتوار) التي رأت اللجنة أن يكون مقابلها الفصيح (طوار) ولكن الناس استعملوا كلمة (رصيف) وسارت على ألسنتهم كمقابل فصيح لكلمة (ترتوار)، وكلمة (صالون) التي أقرت اللجنة استعمال الكتاب مقابلا فصيحا لها كلمة (بهو)، وكلمة (تمرجي) التي أقرت اللجنة مقابلا فصيحا لها كلمة (ممرض).
ولكن بعض ما اقترحته اللجنة أو أقرته لم ينجح لأسباب كثيرة لا مجال لاستقصائها هنا، وثمة مقترحات طريفة للجنة تصل في طرافتها إلى حد الإضحاك.
من تلك الطرائف المضحكة ما اقترحته اللجنة بخصوص المقابل الفصيح لكلمة (بزرميط) فقد اقترحت اللجنة لها ثلاث كلمات وليس كلمة واحدة:
الكلمة الأولى (هجين) للشخص الذي أبوه أفضل من أمه نسبا وحسبا.
الكلمة الثانية (مقرف) بضم الميم وكسر الراء للشخص الذي أمه أفضل من أبيه نسبا وحسبا.
الكلمة الثالثة (مخلط) بشدة وفتحة على اللام للشخص الذي لا يتضح أي أبويه أفضل من الآخر نسبا وحسبا.
حين يأتي اسم الفاعل مصدرا
في سياق تناوب الدلالة بين بعض الصيغ الصرفية قد يأتي اسم الفاعل من الفعل الثلاثي بدلالة غير دلالته الأصلية وإنما بوصفه مصدرا مثل (العافية والخاتمة والعاقبة) ومما ورد في القرآن الكريم من شواهد على ذلك:
1 – قوله تعالى في سورة (الغاشية): لا تسمع فيها (لاغية) أي لا تسمع فيها لغوا، ولاغية هنا اسم فاعل ولكنه جاء في دلالته بوصفه مصدرا للفعل الثلاثي (لغا).
2 – وقوله تعالى في سورة (الحاقة): فهل ترى لهم من (باقية)؟ أي هل ترى لهم من بقاء؟، وباقية هنا مصدر للفعل (بقي).
3 – وقوله تعالى في سورة (الواقعة): ليس لوقعتها (كاذبة) أي لا كذب في وقعتها (حدوثها)، وكاذبة هنا مصدر للفعل (كذب).
4 – وقوله تعالى في سورة (المائدة): ولا تزال تطلع على (خائنة) منهم أي لا تزال تطلع على خيانة منهم، وخائنة هنا مصدر للفعل (خان).
أفادكم الله ونفعنا بكم دائماً .
إعجابإعجاب