قصيدتان للشاعر التايلندي زكريا أماتايا 

قصيدتان للشاعر التايلندي زكريا أماتايا 

ترجمة: إبراهيم سعيد

اللوحة: الفنان السعودي محمد الرباط

فوق حافة الشعر

هو نفسه قتل ذاته

هي نفسها قتلت ذاتها،

تتفتح زهرة المدينة بالليل،

الخنفساء تحولت إليَّ

وعلى حافة ضوء الشوارع

راقبت أناساً ينتحرون

واحداً تلو الآخر، حتى مات الثلاثة

للأبد.

كيف يمكن لعالم واحدٍ أن يكون شديد البؤس.

أنا رجلٌ عادي

مليء بالرغبة

لهذا السبب لا يمكنني مغادرة هذا الكوكب الأزرق

ولا أن آمل بما بعد الحياة

لتبق الجنة والجحيم منتظرتين في النهاية

ليستنقع العالم في المتعة

ترفيهاً عن كل المصائر.

من حشرة

حولت نفسي إلى آلهة مجنحة

مرفرفة برشاقة كالعنقاء الأسطورية

محلقاً ومتلاشياً إلى عناقيد نجمية

وراء السماوات، 

تركتْ آثار خطواتها على الغيم.

أجنحة الفراشة احترقت بالنار الوحشية

كما هو مكتوب

اعتدتِ الطيران

محلقةً في الهواء

حول الزهر.

كما هو مكتوب

اعتدتِ التحويم

فوق غابة الظلال الظليلة

عبر اخضرار الأشجار الوارف.

كما هو مكتوب

اعتدتِ الطيران

عبر الحقول الشاسعة والأودية الكبرى

المكللة بالزهر البريّ والزنابق الخرافية.

كما هو مكتوب

انت اعتدتِ التسلق

بين المنحدرات العالية والشلالات

المغطاة بالكروم الملتفّة.

كما هو مكتوب

اعتدتِ أن ترسمي

ألواناً جميلة

تحيي الربيع.

كما هو مكتوب

فقد طُويتِ لتغدي

قرباناً

لمآسي،

الكارثة الإنسانية.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s