ثلاث قصائد للشاعر المكسيكي خوسيه إيميليو باشيكو

ثلاث قصائد للشاعر المكسيكي خوسيه إيميليو باشيكو

ترجمة: خالد الريسوني

اللوحة: الفنان الاسبـاني إل غــريـكــو

اللبلاب

خَضْرَاءَ أوْ زَرْقاءَ، تَنْمُو فَاكِهَةُ الْجِدَارِ.

تَفْصِلُ السَّمَاءَ وَالأرْضَ. وَمَعَ الأعْوَامِ

تَصِيرُ أشَدَّ صَلابَةً وأشَدَّ اخْضِرَاراً.

عَادَةُ الحَجَرِ، جَسَدٌ شَرِهٌ

مِنْ أطْرَافٍ مُتَشَابِكَةٍ تَتَلامَسُ.

تَحْمِلُ النّسْغَ نَفْسَهُ، هِيَ النَّبْتَةُ نَفْسُهَا

وَهِيَ غَابَةٌ أيْضاً. هِيَ الأعْوَامُ

الَّتِي تَنْعَقِدُ وَتَنْفَكُّ. هِيَ الأيَّامُ

بِلَوْنِ الحَرِيقِ. هِيَ الرِّيحُ

الَّتِي تَخْتَرِقُ النُّورَ وَتَجِدُ الظِّلَّ

الذِي يَعْلُو اللبْلابَ كَامِلا لمْ يُمَسَّ.

حُضُورٌ

احتفاء بروساريو كاسطيانوس

مَاذَا سَيَبْقَى مِنِّي حِينِمَا أمُوتُ

سِوَى هَذا المِفْتَاحِ السَّالِمِ مِنَ الاِحْتِضَارِ،

وَهَذِهِ الكَلِمَاتِ المُقْتَضَبَةِ التِي سَقَى بِهَا النَّهَارُ

رَمَاداً فِي الظُّلْمَةِ الشَّرِسَة؟

مَاذَا سَيَبْقَى مِنِّي حِينَمَا يَجْرَحُنِي

ذَلِكَ الخِنْجَرُ الأخِيرُ؟ لرُبَّمَا سَتَكُونُ

الليْلةُ الجَنَائِزِيَّة الفَارِغَةُ لَيْلتِي.

ولنْ يَعُودَ الرَّبِيعُ إلى أنْوَارِهِ.

لنْ يَبْقَى شُغْلٌ ولا حُزْنٌ

الإيمَانُ ولا العِشْقُ. الزَّمَنُ المَفْتُوحُ

المُمَاثِلُ لِلْبِحارِ وَالفَلوَاتِ.

يَجِبُ أنْ يَمْحُوَ عَنِ الرَّمْلِ المُلْتَبِسِ

كُلَّ شَيْءٍ حِينَمَا يُخَلِّصُنِي أو يُكَبِّلُنِي بالسَّلاسِلِ

وإنْ كَانَ ثمَّة أحَدٌ حَيّاً فسَوْفَ أكُونُ أنا مُسْتَيْقِظاً.

نَقْشٌ

مَرَّةً اسْتفاقتِ المُوسِيقَى بَغْتَةً

فِي مُنْتَصَفِ الليْلِ. كَانَتْ تُدَوِّي

قَبْلَ أنْ يَعْرِفَ العَالمُ أنَّ المُوسِيقَى

عَويلُ سَاعَةٍ بِلا عَوْدَةٍ، وَعَوِيلُ الكَائِنَاتِ

التِي تُفْنِي اللَّحْظَةَ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s