يحيى السماوي
اللوحة: الفنانة الكويتية سوزان بشناق
تـعِــبْـتُ مـن الــسُّـرى ومـن الـوقـوفِ
ضَـريـرَ الخـطـوِ مُـنـطـفئَ الـرَّصـيـفِ
فــلا تــركـــبْ مــعــي دربـــاً فــإنــي
أخـافُ عـلـى ربــيـعِــكَ مـن خريـفـي
أنـا الــوَجَـعُ الــمُـقــيــمُ وأنـتَ عُــرسٌ
فـأيــن تــمــامُ بــدرِكَ مـن خــســوفـي
نـسـجـتُ الـشـوكَ ليْ ثـوبـاً وصحـنـي
قــتــيـلُ الــدفءِ مـذبـوحُ الــرَّغــيــفِ
قــطـوفُ رُبـاكَ لــو أصْـحَـرْتَ تِــبْــرٌ
وجـمـرَ مــتـاهــةٍ أضـحــتْ قـطــوفـي
أسِـــفـتُ عـلى جـحـودِ نـزيـلِ قــلــبـي
ولــســتُ عــلـى وفــائـي بـالأســـيــفِ
وأشْــبَـكَـتِ الـدروبُ عــلـى كــفــيــفٍ
بِــلـــيـــلٍ غـــيــرِ مـأهــولٍ كـــفــيــفِ
نـدامـاهُ الـهــمــومُ فــحــيــثُ يــمــشـي
فــغــيــرُ خــيـالِــكــمْ مــا مِــن رديــفِ
فـمــا ســـلــوانُ ذي شَــغَــفٍ بـكــأسٍ
إذا بَــعُـــدَ الألـــيــفُ عــن الألـــيـــفِ!
تــقــرَّبْ يـا بـعــيــدُ… فــلا تــلــيـدي
يُـسـامـرُ مُــقــلــتـيَّ… ولا طـريــفـي
فـدَعْــكَ مـن الــظــنـونِ وكُـنْ رؤوفــاً
بـنـفـسِـكَ من لـظى غـضَبٍ عـصـوفِ
خـبَـرْتُـكَ فـي الـهــوى قـلــبــاً حَـنـيـفـاً
ومـا أنـا قــبــلَ حُــبِّــكَ بــالـحــنــيــفِ
ولــيْ عــذري إذا حــطَّــمْــت كـأسـي
وأدمَــنــتُ اســتــقـائـي مـن نــزيــفـي
رأيــتُ الــدارَ يــمــلــكُـهـــا غــريــبٌ
وقـد غَـمَـزَ الـوضِـيـعُ مـن الـشـريـفِ
ومـن عَـــسَــفِ الــزمـانِ بــلا أنُـوفٍ
يـســوسُ وضــيـعُــهُــمْ شُــمَّ الأنُـوفِ
إذا شـــلَّ الــقـــنــوطُ يــداً وعــزمــاً
فــمــا نــفــعُ الأسِــنَّــةِ والــســـيــوفِ؟
أصخـتُ الى صدى الـتـنـورِ يـشـكــو
تـعِـلاّتِ الـمَـضـيـفِ مـن الـضـيـوفِ
وكـم حـاولــتُ شــتـمَ خـيـولِ قـومـي
فــتـأبـى أنْ تُــطـيـعَ فــمـي حـروفـي
أغِــثـنـا يـا فــراتُ… فَـسُــلَّ مَـوْجـاً
يُـذيـقُ الـمـارقــيــنَ لـظـى الـحـتـوفِ