اللوحة: الفنان الهندي أشوك بهوميك
هل أنا كنت
ذلك الصبي الذي كان أول الفصل
وداهمته كلاب القرية ذات ليلة
وأنقذه صوت المؤذن
واحتمى بالحمى والهلوسات
كنت قد أفلت من الكوليرا
بمعجزة الهروب للجدة
والنفاذ عبر التمائم والرقيات
كنت أداعب الشمس والغروب في منفاي
كان جدي يستمطر السماء
وكنت وحدي أعد النجوم حتى تتلاشي
قلت الرفاق والفصل والمدرس
قالوا لم يبق غير القليل
قلت يا ويلي
أين خضراء العينين
قالوا قضت أمس
صرخت من جوفي لا
وعم قريتنا الخوف والظلام.
وحده
كل الطرق تؤدي للبستاني
وحده يسوي الأرض
ويغرس البذور والشتلات
وحده يسوي الجذوع والأوراق
ويقتلع العشب والأشواك
وحده يصفر ويغني
وهو يرتب علي الوردات والبتلات
وحدها الوردة
تهمس لأصابعه
وتمرغ خديها في كفه
وتفوح بعطرها
في خجل ودلال
وحدي أكتوي بينهما
من شرفة الصباح البهيج.
حانة الشعراء 