سليم الشيخلي

اللوحة: الفنان السعودي عبد الله حماس

   – كلا سيدي، لم يقتله بل منحني الحياة.

حين افقت تجلت بعدها الصورة بكل عريها أمامي، صراخ أسخن من مقاومتي، فوضى تقاطع الحدث، سكين والأحمر شعاعها، موت ورجال الأمن ، يدا أخي مقيدة. مقبرة صمت ثقيل تشدني.

الآن ينفلت لساني بانتصار، فقد سورته بالصمت لأعي ما حدث، أنير شوارع وجهي بابتسامة لم تعرفها قبل وانا أعي ما حدث، أعود اليً دون فوبيا الثواني.. الشمعة التي بدأ توهجها يضيء نهاية النفق ساتبعها.

بيت عادي مثل آخرين، أم، أب وأخي حامد الأصغر بسنتين مني مفتتحا خيمة السادسة عشرة، ننموا بين لبلابات حب نزهوا بأبينا لكن القدر غافلنا فسرقه لتضيق الدائرة حد الضياع، جاء يطلب يدها من جدي كحمل وديع، كانت لحيته الرمادية عربون المهر ليصبح الأمل لنا لنعيد تريب ما فقدناه من الحب. حين اصبحنا من ممتلكاته، زوج أمي كشف عن الجبار المتمرد، قاس مع كل اشياءه فوضع نفسه خارج دائرة الحب لنصير عالمين بحضوره وعند غيابه.

سيدي تصور طفلة لم تتأت بعد عندما يجبرها بنظرة قاسية أن تدخل غرفته ليعبث بما لا تدرك ثم يأمرها بالذهاب كي لا تراه ممدا يتلوى.

كبرت ياسيدي وعرفت اشيائي من زميلاتي، خوف أمي منعها احتوائي او مد طوق لأنفذ من قسوته وعاري. ذئبه الذي استساغ الطفلة لم يتركها، يداه سنابك خيل تدوسني، تقتل كل جميل داخلي وحولي. الفراغ الأسود يدور بي كابوسا يشلني ببلاهة تقيدني دون حراك. لم أعد اتحمل، أخبرت أخي

• لا تمتثلي لأمره.. ولي معه حسابات قديمة بين كرامتي وجسدي.
• سيقتلني كما وعد.
• لا تخافي، كفانا ما نحن فيه ولن نخسر شيئا لو قاومناه.

في المساء طلب مني جلب الشاي لغرفته فأبيت، كانت نظرات أخي توقد ضوءً يتمدد داخلي. صرخ عدة مرات وصَمتُ عددها. خرج غاضبا، كفه هوى خدي لأسقط الأرض فسحبني من شعري وصرخاتي شروخ على وجوه الملائكة. صرخ فجأة وتراخت قبضته فسحبت رأسي لأرى نصل السكين يحز رقبته فأبتسمت.

 لم تسطع اكمال مرافعتها لتدخل نوبة بكاء هستيري تتخلله ضحكات. منع القاضي الإقتراب منها. خمس دقائق هذيانها وصمتهم سيدا الموقف كسره بسؤاله لها:

• ألديكم أقارب؟
• كلا.
• كيف؟
• يقال ان أبي جاء من بادية الشام وبعد الغزو تفرق معارفه ليموت وحيدا كما أتى.

ابتسم القاضي بمرارة ليعلن إن الحكم لاحقا. 

• قصة