يحيى السماوي
اللوحة: الفنان الروسي مارك شاجال
أيـتـهـا الـعـفـيـفـةُ الـطـاهـرةُ الآثـام
والـقِـدِّيـسـةُ
الـنـاسِـكـةُ الـمـجـونْ
تـدريـنَ أنَّ الـعـشـقَ
فـي عـصـرِ فـتـاوى الـذَّبـحِ
أضـحـى تُـهـمـةً
وأنـنـي الـخـارجُ فـي فِـقـهِ الـدراويـشِ
عـن الـقـانـونْ
وأنـكِ “الـفـصْـلِــيَّـةُ الـنـعـجـةُ”
فـي ولـيـمـةِ الآمـرِ
بالأكـفـانِ والـتـابـوتِ والـسِّـيـاطِ
والـنـاهـي
عـن الـمـنـديـلِ والـعـصـفـور والـغـصـونْ
وهـا أنـا
خـلـعـتُ عـقـلـي
وارتـديـتُ بُـردَةَ الـجـنـونْ
مُـبّـشِّـراً
بـجـنـةِ الـضـحـكـةِ والـقُـبـلـةِ
والـمـائـدةِ الـتـي يـكـونُ خُـبـزُهـا
أكـبـرَ مـمـا يَـسَـعُ الـمـاعـونْ
وبـالـنـدى
والـتـيـنِ والـزَّيـتـونْ
فـي جـنَّـةٍ أرضـيَّـةٍ
أعَـدَّهـا الـلـهُ لِـمَـنْ بـالـعـشـقِ
يـؤمـنـونْ
وفـي سـبـيـلِ الـلـهِ
وردَ الـفـرحِ الـضـوئـيِّ
يـغـرسـونْ
لا يـبـتـغـونَ
غـيـرَ مـرضـاةِ الـفـراشـاتِ
ومـا تـحـلـمُ فـي رؤيـتِـهِ الـعـيـونْ
فـلـتُـعْـلِـنـي الـعِـصـيـانَ مِـثـلـي
وادْخـلـي آمـنـةً حـديـقـةَ
الـجـنـونْ.